449 - مصعب بن الزبير بن العوام بن خويلد بن عبد الله:
وأمه الرباب بنت أنيف الكلبية . كان من أحسن الناس وجها ، وأشجعهم قلبا ، وأجودهم كفا . ولما دعي لأخيه بالخلافة ولى [أخاه عبد الله بن الزبير مصعبا] إمارة العراق ، فلم يزل على ولايته إلى أن سار إليه فحاربه فقتل . وكان الذي تولى قتله عبد الملك بن مروان ، عبيد الله بن زياد بن ظبيان على دجيل عند نهر الجاثليق ، واحتز رأسه ، وحمله إلى عبد الملك ، فسجد عبد الملك وقال: واروه فلقد كان من أحب الناس إلي ، وأشدهم لي لقاء ومودة ، ولكن الملك عقيم . فقتل في هذه السنة .
وقال المدائني: قتل يوم الثلاثاء [لثلاث] عشرة خلت من جمادى الأولى أو الآخرة .
وكتب إلى زوجته رضي الله عنه بعد خروجه من سكينة بنت الحسين الكوفة بليال:
وكان عزيزا أن أبيت وبيننا حجاب فقد أصبحت مني على عشر وأبكاهما للعين والله فاعلمي
إذا ازددت مثليها فصرت على شهر وأبكى لقلبي منهما اليوم أنني
أخاف بأن لا نلتقي آخر الدهر
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد ، قال: أخبرنا قال: أخبرنا [أحمد بن] علي بن ثابت ، عبد الكريم بن محمد الضبي ، قال: أخبرنا علي بن عمر الحافظ ، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن مسلم قال: حدثنا أبو سعيد عبد الله بن شبيب ، قال: حدثنا أبو محلم ، قال: لما قتل خرجت مصعب بن الزبير سكينة تطلبه في القتلى ، فعرفته بشامة في خده ، فأكبت عليه وقالت: يرحمك الله ، نعم والله خليل المسلمة كنت ، أدركك والله ما قال عنترة:
وحليل غانية تركت مجدلا بالقاع لم يعهد ولم يتكلم
فهتكت بالرمح الطويل إهابه ليس الكريم على القنا بمحرم
[ ص: 116 ]
إنما مصعب شهاب من الله تجلت عن وجهه الظلماء
قال المدائني: قتل يوم الثلاثاء لثلاث عشرة خلت من جمادى الأولى أو الآخرة سنة إحدى وسبعين ، وهو ابن خمس وأربعين ، وقيل: خمس وثلاثين .
ومن العجائب: قول عبد الملك بن عمير الليثي: رأيت في قصر الإمارة بالكوفة رأس الحسين رضي الله عنه بين يدي عبيد الله بن زياد ، ثم رأيت رأس ابن زياد بين يدي المختار ، ثم رأيت رأس المختار بين يدي ثم رأيت رأس مصعب بن الزبير ، مصعب بين يدي عبد الملك بن مروان .
[ ص: 117 ]