ثم دخلت سنة خمس من الهجرة
فمن الحوادث فيها: غزاة ذات الرقاع
وكانت في المحرم ، وإنما سميت ذات الرقاع ، لأنها كانت عند جبل فيه سواد وبياض وحمرة ، فسميت بذلك . [ ص: 215 ]
وكان سببها ، أن قادما قدم المدينة بجلب له ، فأخبر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أنمارا وثعلبة قد جمعوا لهم الجموع ، المدينة ، وخرج ليلة السبت لعشر خلون من المحرم في أربعمائة ، وقيل: في سبعمائة ، فمضى حتى أتى محالهم عثمان بن عفان بذات الرقاع - وهو جبل - فلم يجد إلا نسوة ، فأخذهن وفيهن جارية وضيئة ، فهربت الأعراب إلى رءوس الجبال ، فخاف المسلمون أن يغيروا عليهم ، فصلى بهم النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف ، وكان أول ما صلاها .
وانصرف راجعا إلى المدينة ، فابتاع من جمله وناقته ، وشرط له ظهره إلى جابر بن عبد الله المدينة وسأله عن دين أبيه فأخبره ، فقال: إذا قدمت المدينة فأردت أن تجذ نخلك فأذني ، واستغفر رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي جابر في تلك الليلة خمسا وعشرين مرة ، وكانت غيبته خمس عشرة ليلة ، وبعث فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم واستخلف على جعال بن سراقة بشيرا إلى المدينة بالسلامة .