[القبض على أبي المعالي هبة الله بن المطلب]
وفي العشرين من رمضان ، قبض على أبي المعالي هبة الله بن المطلب ، ورتب مكانه أبو منصور نصر بن عبد الله الرجي ، ثم قبض عليه في السنة الآتية ، وأعيد أبو المعالي بن المطلب .
[وقوع نار بنهر معلى]
وفي ذي القعدة: وقعت نار بنهر معلى فأحرقت ما بين درب سرور إلى درب المطبخ طولا وعرضا ، وكان سببها أن بعض الكناسين وضع سراجه في أصل شريجة قصب فأكلها ، فاحترقت أموال عظيمة .
وفي ذي الحجة بعث كتاب من الخليفة إلى صدقة ، وقد لقب بملك العرب .
وفي ذي الحجة: قتل رجل امرأة لسيده الذي يخدمه على هدي منه لها ، وذلك أنها ضررته في سيده ، فقتلها وأمكنه أن يهرب فلم يفعل ، ونادى: يا معشر الناس أما فيكم من يقتلني؛ فإني قتلت هذه المرأة ولا عذر لي في مقامي بعدها ، قالوا: إنا نخاف من هذه السكين التي بيدك ، فألقى إليهم السكين ، فحملوه إلى باب النوبي ، فأقر بالقتل فأحضر زوج المرأة معه إلى رحبة الجامع ، فأعطي سيفا فضرب به رأس القاتل وأبانه أذرعا في ضربة واحدة .
[تعمير صدقة بن منصور الحلة]
وفي هذه السنة: عمر صدقة بن منصور الحلة ، وإنما كان ينزل هو وأبوه في البيوت القريبة .
[ ص: 77 ]
وفيها جرى لجكرميش -وكان من مماليك جلال الدولة ملك شاه ، ثم صارت الجزيرة والخابور بيده- أن جماعة من السواد أتوه يشكون من عمالهم ، فعمل دعوة اشتملت على ألف رأس من الغنم والبقر وغير ذلك من الدجاج والحلواء ، ولم يحضر الخبز ، ثم دعا وجوه العسكر فعجبوا؛ إذ لم يروا خبزا ، وقالوا: ما السبب في هذا؟ فقال: الخبز إنما يجيء من الزرع ، والزرع إنما يكون بعمارة السواد ، وقد أضررتم بأهل إقطاعكم فاستغلوه الآن أنتم بتحصيل الطعام ، فعملوا بالتوصية وتابوا .
وفي هذه السنة: عم الرخص كثيرا ببغداد في الطعام وفي الفواكه .