3419 - أحمد بن الحسن بن عبد الودود بن المهتدي [بالله]:
سمع أبا الحسين بن المتيم ، والصرصري ، وغيرهما ، وحدث .
وتوفي في يوم الأربعاء رابع عشرين شوال .
3420 - واسمه: محمد ، ألب أرسلان ، إنما غلب عليه ألب أرسلان بن داود ، السلطان:
قد ذكرنا سيره في الحوادث ، وكيفية قتله ، وكان يقول حين قتل: ما وجه قصدته إلا واستعنت الله عليه إلا هذا الوجه ، فإني اشتغلت بالعساكر ، ولم يخطر ربي بقلبي . قال: ولما كان في أمسنا صعدت تلا فارتجت الأرض تحتي من عظم الجيش وكثرة العسكر ، فقلت في نفسي: أنا ملك الدنيا ، وما يقدر أحد علي ، فجاءتني قدرة لم يخطر على بالي ، وأنا أستغفر الله من ذلك الخاطر ، ووصى العسكر بولده ملك شاه الذي جعل فيه الملك بعده ، ونظام الملك وزيره ، والطاعة لهما ، وأحلف من ينبغي أن يحلف ، واستوثق وأوصى أن يعطى أخاه "قاورت بك" أعمال فارس ، وكرمان ، وشيئا عينه من المال ، وأن يتزوج بزوجته ، وأن يعطى ابنه "إياز" ما كان لداود والده وهو خمسمائة ألف دينار ، وأن يكون لولده ملك شاه القلعة وما ضمها .
وتوفي في يوم السبت عاشر ربيع الأول من هذه السنة ، ودفن عند قبر أبيه بمرو .
[ ص: 148 ]
3421 - الحسن بن محمد بن علي [بن فهد] العلاف .
سمع الحديث ، وقرئ عليه ، وكان صالحا ورعا مجتهدا ، وعمر حتى جاوز المائة سنة بثلاث سنين ، وسقطت أسنانه ثم نبتت ، وتطرأ شعر لحيته .
توفي في ذي الحجة من هذه السنة .
3422 - الحسين بن محمد ، أبو محمد الهاشمي الدلال .
من أهل نهر طابق ، سمع أبا بكر بن بشران ، وأبا الحسن الدارقطني ، توفي يوم الأحد رابع عشرين ربيع الآخر ، ومر بجنازته في الكرخ وجرت فتنة عظيمة ، ودفن في مقبرة باب الدير .
3423 - عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك [بن طلحة] أبو القاسم القشيري .
قشيري الأب ، سلمي الأم ، ولد سنة ست وسبعين وثلاثمائة ، توفي أبوه وهو طفل ، فنشأ وقرأ الأدب والعربية ، وكان يهوى مخالطة أهل الدنيا ، فحضر عند أبي علي الدقاق فجذبه عن ذلك ، فسمع الفقه من أبي بكر محمد بن بكر الطوسي ، ثم اختلف إلى أبي بكر بن فورك فأخذ عنه الكلام ، وصار رأسا في الأشاعرة ، وصنف "التفسير الكبير" ، وخرج إلى الحج في رفقة فيها أبو المعالي الجويني ، فسمع معهما الحديث وأبو بكر البيهقي ، ببغداد والحجاز ، ثم أملى الحديث ، وكان يعظ .
[ ص: 149 ]
وتوفي في رجب هذه السنة بنيسابور ، ودفن إلى جانب شيخه أبي علي الدقاق ، ولم يدخل أحد من أولاده بيته ، ولا مس ثيابه ولا كتبه إلا بعد سنين احتراما له وتعظيما .
ومن عجيب ما وقع أن الفرس التي كان يركبها كانت قد أهديت إليه ، فركبها عشرين سنة لم يركب غيرها ، فذكر أنها لم تعلف بعد وفاته ، وتلفت بعد أسبوع .
3424 - عبد الصمد بن علي بن محمد بن الحسن بن الفضل بن المأمون ، أبو الغنائم .
ولد سنة أربع وسبعين وثلاثمائة وسمع الدارقطني ، والمخلص ، وأبا الحسن الحربي ، وغيرهم ، وحدث وكان ثقة ، وحدثنا عنه جماعة من شيوخنا ، آخرهم محمد بن عمر بن يوسف الأرموي .
وتوفي ليلة الخميس ثامن عشر شوال ، ودفن بمقبرة باب حرب عند الشهداء .
3425 - عمر بن محمد بن درهم .
سمع أبا الحسين بن بشران ، وتوفي في ليلة الجمعة تاسع عشرين ربيع الآخر ، وصلي عليه بجامع المنصور ، ودفن بمقبرة باب حرب .
3426 - علي بن الحسن بن علي بن الفضل ، أبو منصور الكاتب ، المعروف: بابن صربعر .
وقال له نظام الملك: أنت صردر ، لا ابن صربعر .
وهجاه ابن البياضي فلطمه فقال:
لئن نبز الناس شحا أباك فسموه من شحه صربعرا [ ص: 150 ] فإنك تنبز بالصر بعرا
عقوقا له وتسميه شعرا
تزاورن عن أذرعات يمينا نواشز ليس يطقن البرينا
كلفن بنجد كأن الرياض أخذن لنجد عليها يمينا
وأقسمن يحملن إلا نحيلا إليه ويبلغن إلا حزينا
فلما استمعن زفير المشوق ونوح الحمام ، تركن الحنينا
إذا جئتما بانة الواديين فأرخوا النسوع وحلوا الوضينا
فثم علائق من أجلهن ملاء الدجى والضحى قد طوينا
وقد أنبأتهم مياه الجفون بأن بقلبك داء دفينا
إيه أحاديث نعمان وساكنه إن الحديث عن الأحباب أسمار
أفتش الريح عنكم كلما نفحت من نحو أرضكم نكباء معطار
النجاء النجاء من أرض نجد قبل أن يعلق الفؤاد بنجد
ما مر ذو شجن يكتمه إلا أقول متيم مثلي
وعهودهم بالرمل قد نقضت وكذاك ما يبنى على الرمل
من يطلع شرفا فيعلم لي هل روح الرعيان بالإبل
أم غرد الحادي بقافية منها غراب البين يستملي
أكلف القلب أن يهوى وأسأله صبرا وذلك جمع بين أضداد
وأكتم الركب أوطاري وأسألهم حاجات نفسي لقد أتعبت روادي
هل مدلج عنده من مبكر خبر وكيف يعلم حال الرائح الغادي
وإن رويت أحاديث الذين نأوا فعن نسيم الدجى والبرق إسنادي
قال المصنف: وقرأت بخط ابن عقيل قال: كان صربعر خازنا بالرصافة ينبز بالإلحاد .