ثم دخلت سنة ثمان وتسعين
فمن الحوادث فيها القسطنطينية غزو سليمان
فنزل دابق ووجه أخاه مسلمة إليها وأمره أن يقيم عليها حتى يفتحها أو يأتيه أمره ، فشتى بها وصاف . ولما دنا من قسطنطينية أمر كل فارس أن يحمل على عجز فرسه مدين من طعام حتى يأتي به القسطنطينية ، فأمر بالطعام فألقي ناحية مثل الجبال ، ثم قال للمسلمين: لا تأكلوا منه شيئا ، أغيروا في أرضهم . وعمل بيوتا من خشب ، فشتى فيها ، وزرع الناس ، ومكث ذلك الطعام في الصحراء لا يكنه شيء ، والناس يأكلون ما أصابوا من الغارات ، ثم أكلوا من الزرع ، وأقام مسلمة بالقسطنطينية قاهرا لأهلها ، معه وجوه أهل الشام : خالد بن معدان ، وعبد الله بن أبي زكريا الخزاعي ، ومجاهد بن جبير ، حتى أتاه موت سليمان .