فصل
وهذا : الفناء له سببان
أحدهما : قوة الوارد وضعف المورود ، وهذا لا يذم صاحبه .
الثاني : نقصان العلم والتمييز ، وهذا يذم صاحبه ، لا سيما إذا أعرض عن العلم الذي يحول بينه وبين هذا الفناء ، وذمه وذم أهله ، ورأى ذلك عائقا من عوائق الطريق ، فهذا هو المذموم المخوف عليه .
ولهذا عظمت وصية القوم بالعلم ، وحذروا من السلوك بلا علم ، وأمروا بهجر من هجر العلم وأعرض عنه ، وعدم القبول منه ، لمعرفتهم بمآل أمره ، وسوء عاقبته في سيره ، وعامة من تزندق من السالكين فلإعراضه عن دواعي العلم ، وسيره على جادة الذوق والوجد ، ذاهبة به الطريق كل مذهب ، فهذا فتنته والفتنة به شديدة ، وبالله التوفيق .