فصل
قال : " التلبيس : تورية بشاهد معار عن موجود قائم ، لما كانت " التورية " إظهار خلاف المراد ، بأن يذكر شيئا يوهم أنه مراده ، وليس هو بمراده ، بل ورى بالمذكور عن المراد : فسر " التلبيس " بها ، وفي الحديث " " مثاله : أن يريد غزو كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد غزوة ورى بغيرها خيبر فيقول للناس : كيف طريق نجد ، وما بها من المياه ؟ ونحو ذلك .
فهاهنا شيئان : أمر ستر الموري الملبس ، وأمر ستر ما ورى عنه ، فأشار المصنف إلى الأمرين بقوله " تورية شاهد معار عن موجود قائم " فأما " التورية " فقد عرفتها ، وأما " الشاهد " فهو الذي توري به عن مرادك وتستشهد به ، وأما " المعار " فهو الشاهد الذي استعير لغيره ليشهد له ، فهو شاهد استعير لمشهود قائم ، فالتورية : أن تذكر ما يحتمل معنيين ، ومقصودك خلاف الذي يظهر منهما ، والتلبيس : يشبه التعمية والتخليط ، ومنه قوله ولا تلبسوا الحق بالباطل والله سبحانه وتعالى أعلم .