فصل
وأهل هذه الطبقة ، : البحث عما جريات الناس ، وطلب تعرف أحوالهم ، وأثقل ما على قلوبهم سماعها ، فهم مشغولون عنها بشأنهم ، فإذا اشتغلوا بما لا يعنيهم منها فاتهم ما هو أعظم عناية لهم ، وإذا عد غيرهم الاشتغال بذلك وسماعه من باب الظرف والأدب ، وستر الأحوال كان هذا من خدع النفوس وتلبيسها ، فإنه يحط الهمم العالية من أوجها إلى حضيضها ، وربما يعز عليه أن يحصل همة أخرى يصعد بها إلى موضعه الذي كان فيه ، فأهل الهمم والفطن الثاقبة لا يفتحون من آذانهم وقلوبهم طريقا إلى ذلك ، إلا ما تقاضاه الأمر ، وكانت مصلحته أرجح ، وما عداه فبطالة وحط مرتبة . أثقل شيء عليهم