[ ص: 58 ] فصل
قال : وهو على ثلاث . الدرجة الأولى : درجات ، ليأمن الخائف ويفرح الحزين . ويظفر الآمل . شوق العابد إلى الجنة
يعني : شوق العابد إلى الجنة فيه هذه الحكم الثلاث .
أحدها : حصول الأمن الباعث على الأمل . فإن الخوف المجرد عن الأمن من كل وجه لا ينبعث صاحبه لعمل ألبتة إن لم يقارنه أمل . فإن تجرد عنه قطع وصار قنوطا .
الثاني : فرح الحزين . فإن الحزن المجرد أيضا إن لم يقترن به الفرح قتل صاحبه . فلولا روح الفرح لتعطلت قوى الحزين وقعد حزنه به ، ولكن إذا قعد به الحزن قام به روح الفرح .
الثالث : روح الظفر . فإن الآمل إن لم يصحبه روح الظفر مات أمله . والله أعلم .