105 - وفي رواية في موضع آخر: ابن عباس "فوضع يده بين كتفي فوجدت بردها بين ثديي".
واعلم أنه ليس في حمل هذا الخبر على ظاهره ما يحيل صفاته، ولا يخرجها عما تستحقه، لآدم بيديه فما يتطرق على [ ص: 116 ] هذا يتطرق مثله هناك، ورأيت بعضهم يقول غير ممتنع أن تلاقي كف الصفة لكتفي النبي، صلى الله عليه وسلم، لا على منع ملاقاة الجسم للجسم، لكن على معنى ملاقاة الجسم لنور الشمس والقمر، قال: وهذا ظاهر ما جاء في الحديث: "فوجدت بردها بين كتفي" ولأنه ليس في الملاقاة أكثر من مقاربة المحدث من القديم. لأننا نثبت كفا كما أثبتنا يدين وسمعا وبصرا ووجها، لا على وجه الجوارح والأبعاض، وليس إثبات تلك الصفات بأولى من إثبات الكف، لأننا نطلق اسم الوضع بين كتفيه كما أطلقنا خلقه