حديث جريج الراهب .
939 - أخبرنا أبو الخير جامع بن أحمد بن محمد بن الوكيل المحمداباذي ، ثنا ثنا أبو طاهر محمد بن الحسن المحمداباذي ، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ، [ ص: 310 ] ثنا موسى بن إسماعيل ، قال : سمعت جرير هو ابن حازم عن محمدا هو ابن سيرين ، قال : أبي هريرة عيسى ابن مريم ، قال : وكان في بني إسرائيل رجلا يقال له : جريج ، وكان عابدا فابتنى صومعة فجعل يصلي فيها ، فأتته أمه ، فقالت : يا جريج فقال : يا رب ، أمي وصلاتي ، فأقبل على صلاته فانصرفت . ثم جاءت يوما آخر ففعل مثل ذلك ، ثم جاءته يوما ثالثا ففعل مثل ذلك ، فقالت أمه : اللهم لا تمته حتى يرى أو ينظر في وجوه المومسات . قال : فذكر يوما بنو إسرائيل جريجا وفضله ، فقالت بغي من بغايا بني إسرائيل : إن شئتم لأفتننه لكم ؟ فقالوا : قد شئنا ، فانطلقت فتعرضت لجريج فلم يلتفت إليها ، فأتت راعيا وكان يأوي إلى صومعة جريج بغنمه ، فأمكنته من نفسها فحملت فولدت غلاما ، فقالت : هو من جريج . فأتاه بنو إسرائيل فضربوه وشتموه وهدموا صومعته ، فقال : ما شأنكم ؟ فقالوا : زنيت بهذه البغي وولدت غلاما . قال : فأين الغلام ؟ قال : فجيء به فقام وصلى ودعا ، ثم انصرف إلى الغلام فطعنه بإصبعه ، وقال : بالله يا غلام من أبوك ؟ قال : أبي الراعي . قال : فوثب الناس إليه فجعلوا يقبلونه ، وقالوا : نبني صومعتك من ذهب . قال : لا حاجة لي في ذلك ابنوها كما كانت . قال : وبينا امرأة جالسة وفي حجرها ابن لها ترضعه ، إذ مر بها راكب ذو شارة ، فقالت : اللهم اجعل ابني مثل هذا ، فترك ثديها ثم أقبل إلى الراكب فنظر إليه ، فقال : اللهم لا تجعلني مثل هذا ، ثم أقبل على ثديها يمصه " . قال : لكأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي مصه ووضع أصبعه في فيه فجعل يمصها . " ثم مر بأمة معها الناس تضربها ، فقالت : اللهم لا تجعل ابني مثل هذه ، فترك ثديها ثم نظر إليها ، وقال : اللهم اجعلني مثلها . فعند ذلك تراجعا الحديث ، فقالت : خلفي أي بني مر بي الراكب ذو شارة ، فقلت : اللهم اجعل ابني مثل هذا ، قلت : اللهم لا تجعلني مثله . ثم مر بهذه الأمة ، فقلت : اللهم لا تجعل ابني مثل هذه الأمة ، فقلت : اللهم اجعلني مثلها ، فقال : يا أمتاه ، إن الراكب الذي [ ص: 311 ] مر بك جبار فدعوت الله أن يجعلني مثله ، فقلت : اللهم لا تجعلني مثله . وهذه يقولون سرقت ولم تسرق ، وزنت ولم تزن وهي تقول : حسبي الله أبو هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة : " . هذا حديث صحيح يدخل في باب بر الأم ، وفي رجوع العبد إلى الله فيما نزل به من البلاء ، وفي الصبر عليه ، ويدخل في باب من أكثر دعاء الله في الرخاء فإنه يستجيب له في البلاء ، وقد يستجيب في البلاء بفضله لمن يرجع إليه عند نزول البلاء .