1033 - قال : وحدثني عن حميد بن عبد الرحمن ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أبي هريرة " دخلت امرأة النار في هرة ربطتها ، فلا هي أطعمتها ولا هي أرسلتها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت " . قال في ذلك : لئلا يتكل أحد ولا ييأس أحد . قال الشيخ الزهري أحمد رحمه الله : فالرجل الذي أسرف على نفسه كان مؤمنا بالله عز وجل ، وبالبعث ولكنه ظن أنه إذا فعل به ما أمر به لم يعذب ، فغفر له بمخافته . وقوله : فوالله لئن قدر علي ، يعني : لئن . . . . هذه ليعذبني ظنا منه بأنه إنما يعذب إذا كان على حاله ، فإذا أحرق وتفرقت أجزاؤه لم يعذب . وكان ذلك منه جهلا ، فأدركته رحمة الله عز وجل فأنقذ به مع إسرافه وجهله من عذابه . نسأل الله رحمته ، ونتعوذ به من النار . وأما المرأة فإنها لم تدركها رحمة الله عز وجل وعذبت بذنبها . [ ص: 344 ] ويشهد لجميع ذلك ، قول الله عز وجل : ( ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) . فما دون الشرك في مشيئة الله عز وجل ، وذلك غيب : فالكيس من دان نفسه ولم يغدر بها ، وعمل لما بعد الموت خائفا راجيا ، وبالله التوفيق .