[ ص: 3 ] بسم الله الرحمن الرحيم
صلى الله على نبينا محمد الكريم
أخبرني الشيخ الصالح أبو زكريا يحيى بن أحمد بن نعمة المقدسي ، بقراءتي عليه سنة أربع عشرة وسبعمائة ، قلت له : أخبرك الشيخ الإمام أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي الفضل السلمي المرسي ، قراءة عليه وأنت تسمع سنة ستة وأربعين وستمائة ، قال : أنا أبو الفتح منصور بن عبد المنعم بن عبد الله بن محمد بن الفضل الصاعدي ، سماعا عليه بنيسابور ، قال : أنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن أحمد الخواري سماعا عليه سوى من باب : " من حمد الله تعالى في السراء والضراء وشكره على عطائه " إلى آخر الكتاب فأجازه منه إن لم يكن سماعا ، وأبو جدي الإمام أبو عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد الفراوي ، إجازة بجميعه ، قالا جميعا أخبرنا أنا الإمام الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي بن موسى البيهقي ، رحمه الله قال الفراوي بجميعه وقال الخواري به كله سوى من باب : عيادة المريض إلى باب تطيب المطعم والملبس " ، فأجازه بهذا القدر إن لم يكن سماعا قال : الحمد لله رب العالمين ، والصلاة على المصطفى رسول الله محمد النبي ، وعلى آله أجمعين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، أما بعد . [ ص: 4 ]
فإن الله جل ثناؤه لما سهل - وله الحمد والمنة - إيجاز ما صنفته في الأصول في كتاب سميته " الاعتقاد " ، واختصار ما خرجته في الفروع في كتاب سميته " المختصر " أردت والمشيئة لله عز وجل أن أضم إليه كتابا مختصرا فيما روي في البر والصلة ، ومكارم الأخلاق ، والآداب والكفارات ، ليكون كافيا مع المختصرين لمن لم يصل إلى تحصيل الكتب المبسوطة ، مغنيا معها عنها . واستخرت الله في ذلك في جميع أموري ، واستعنت به على إتمامه ، وسألته - عز اسمه - التوفيق لطاعته ، والتورع عن معصيته ، وأن يدخلنا بفضله في أهل رحمته ، ولا يجعلنا من أهل عقوبته ، إنه قريب مجيب ، وبعباده رؤوف رحيم . [ ص: 5 ]