السؤال
عندما نقول: الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ـ فهل معنى ذلك أن الإنسان مسير في الهداية وليس مخيرا فيها؟ وبالتالي، فلماذا يخلق الله بشرا ثم يختار منهم مؤمنين وكافرين ثم يعذب الكافرين يكرم المؤمنين وهم غير مخيرين في إيمانهم، أو كفرهم؟ وماذا لو لم يجد الكافر وقتا، أو فرصة ليؤمن؟ فهل يعذب؟ ولماذا؟ فنحن ـ والحمد لله ـ خلقنا مسلمين، لكن ماذا عن الذين يخلقون كفارا وتلهيهم مشاكل الحياة عن الوصول إلى الإيمان؟ فالوصول إلى الإيمان يقتضي التجرد من مشاغل الحياة والحياد وإعمال العقل، فالانسان أحيانا قد يسقط في دوامات الحياة وقد لا يتمكن من الخروج منها ليفكر في الدين، فهل سيعذبون؟ وهل ذلك عدل؟ فمثلا طفل صغير قدر له أن يولد في عائلة مسيحية ووالداه نصراه، والصغير يتبع أبويه، وفعلا اعتقد الصغير ببراءته أن دخول الجنة هو في اتباع أبويه ثم مات نصرانيا بعد بلوغه بيوم، فهل يعذب؟.