السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
الإخوة الكرام: تحية طيبة.
يوم أمس انتابني شعور كبير بالإحباط لما أنا فيه، فقد توفي ولدي منذ مدة، بسبب أفعال مشينة بالسحر من أشخاص قاموا بأذيته، ولا أريد أن أتطرق إلى تفاصيلها.
أنا -بفضل الله- مؤمن بقضاء الله وقدره، وفي كل مرة أدعو الله بالثبات، وأن يهلك من تسبب بأذيته واستهان به، وتسبب بموته، وها أنا أرى الذين تسببوا بموته يسبحون ويستغفرون، ويعيشون عيشة طيبة أفضل من أي وقت.
بالمقابل أجد اضطهاداً كبيراً من والدي بسببهم، من جهة، ومن ظروفي ووضعي من جهة، وفي كل مرة أدعو الله تعالى أن يريحني ويفرجها علي، ووصلت إلى مرحلة أني قنطت ويئست، فكما نعلم أن الإنسان له صبر ليس كـصبر الله، ولكن أنا في امتحان شديد، ولا أعلم ماذا أفعل؟! هل أفعل ما يغضب الله، وأقضي على من تسبب بموت ولدي، وعلى من أساء لي، ولأهل بيتي؟
علماً بأني دائماً أدعو الله أن لا يسحبني الشيطان إلى ما يغضب وجهه، وفي كل مرة أدعو ولا أجد آثار دعائي.
لا شك أن الله تعالى لا يستجيب في الحال، وتقديرات الله ليست كحساباتنا، ولكني وصلت لمرحلة القنوط واليأس، والإحباط الشديد، حتى إنه وصل الأمر أن هناك فتوراً كبيراً جداً في صلاتي وعبادتي، ولا أشعر نهائياً بالخشوع مهما حاولت، ولا أستطيع حتى الدعاء، فقد دعوت وبكيت وتضرعت كثيراً، حتى أصبحت أتمنى الموت، وفي كل مرة ينتابني شعور، وأستفسر كيف أن الله تعالى يرى هذا الظلم الكبير يقع على عبد من عباده يدعوه ويتضرع له، ولا أجد أي أثر لدعواتي؟
بالمقابل ينتابني شعور أني لا أعرف هل ما أنا فيه غضب من الله أم امتحان؟! بحيث كل شيء أحبه قد غادر الدنيا، فكانت في البداية أمي ثم ابني بعمر 8 سنوات ونصف، بعد معاناة كبيرة لمدة 8 سنوات بمرض السرطان.
لا أعلم مصيري في الآخرة، ودائماً أخاف من ذلك، وأشعر أن كل شيء ضدي، وأصبحت حرفياً أشعر بوحدة شديدة، وضنك كبير، لا أستطيع تحمله، وأخشى على نفسي وديني وأهل بيتي.