السؤال
السلام عليكم.
كنت قبل ثلاث سنوات حافظة للقرآن الكريم، وأحسب أنني كنت على خير، وكنت ألتزم بالصلوات المفروضة وأتبعها بالنوافل، وكنت مدركة لأعمال القلوب من نية وغيرها، ومهتمة جدا بها، وكنت أراقب نفسي وأجاهدها لأخشع في صلواتي، ومع ذلك كنت أشعر أنني مقصرة، بعد ذلك بسنة تقريبا تدهورت، وزلت قدمي وفترت، حتى أن معلمتي التي كانت تعلمني القرآن في المركز تركتني، وهذا زاد الأمر سوءا، أنا أعلم أنه من الخطأ أن نربط العمل بالأشخاص، ولكن كانت معلمتي هذه تشجعني وتحثني وتعطيني دافع الأمل، وكانت أيضا بمثابة الصحبة الصالحة إذ لم تكن لي صحبة صالحة أبدا.
زاد وضعي سوءا، كرهت نفسي جدا، وقطعت الأمل مني، فأنا لا أصلح لشيء وأصبت بعدها بوسواس النظافة وأتعبني، ثم الكسل والخمول،
أتهاون بالصلاة والدعاء، لا أدري كيف يمضي الوقت، ولا أعي أن المؤذن يؤذن، وأن الوقت يسير فأنا كالميت.
وتبعا لذلك تدهورت حالتي في الحفظ، ونسيت ما علمني إياه الله، نسيت كل شيء من القرآن، أنا أشعر بخيبة كبيرة جدا، وتدهورت في كل شيء، وتعثرت في كل الأمور حتى في دراستي بعدما كنت أحرز أعلى العلامات بفضل من الله، أخشى أن أكون كالذي آتاه الله آياته، فانسلخ منها وأتبعه الشيطان، فكان من الغاوين، لا أريد كذلك طالما دعوت الله بأن أعود إليه بقلب سليم.
أنا لا أدري حقا، كيف سأرجع بوجهي هذا إلى الله، وكيف ألقاه، أنا أستحي من الله، وهو يراني أكتب هذه الكلمات وهو يسترني ويرزقني وفضلني على الكثير من الناس بما لم يبلغه عملي، أريد أن أولد من جديد، أنا تائهة ومتأخرة عن الجميع.