السؤال
السلام عليكم..
أود أن أطرح مشكلتي: فأنا فتاة عمري٢٠ عاما، أشعر بالإحباط وعدم القدرة، وكأنني نسيت كل شيء بالرغم من أنه كان يعرف عني الذكاء والنصح والتميز، فأنا كنت أحب النقاش مع من يكبرني، ودائما كنت أفوز في أي حوار، وكنت أكتب الشعر والخواطر التي أحبها الكثير، ومنذ صغري كنت أشعر بأن الله معي، أبث إليه فرحي وحزني، وإن وقعت في مشكلة ذهبت إلى الله فيقف معي، ويحلها بقدرته، وعندما كنت أتخيل أن الله سيبتعد عني كنت أشعر بالضيق والخوف وعدم الرغبة في الحياة، ولكن ثقتي كانت كبيرة جدا بجلاله، وإن ظلمني أحد كنت أعلم أن حقي سيعود، ولم أخف من أحد لأني أعلم أن القوي معي، وهو الله.
كنت دائما أشعر بوجود الله معي، وهذا يطمئنني كثيرا، كنت أشعر بأن الله يحبني ودائما معي، أرى رحمته وعظمته في كل شيء، والكل حولي يمدحني بالذكاء والأسلوب، وطريقة الكلام المميزة، والمعرفة، وكنت في نفسي أعلم بذكائي، ولكني لا أقولها بصوت عال، كان حلمي أن أكون ذو شأن.
والآن أشعر بشيء غريب تجاه مستقبلي، لا أعرف تفسيره، وكنت أعتقد أن الله سيرزقني بما أتمناه، ولم يكن لأحلامي حدود، ولكن فجأة حدثت مشكلة وأنا في مدرستي، كنت أثق أن الله سيخرجني منها، ولكني رسبت في سنة فأعدتها، وصدمت كثيرا، وشعرت وقتها أني فاشلة، وأعترف أنه خطئي، وكان درسا تعلمته، ففي الحقيقة كنت أتغيب كثيرا، وكان بقائي في البيت أفضل لأقرأ أو أتصفح المعلومات، أو أفعل أي شيء، فذهابي للمدرسة كان شيئا مملا وروتينيا، وكان أشعر بهم شديد عندما كان يجب علي الذهاب للمدرسة، كان خيالي واسعا، فكنت أتخيل أشياء وتكنولوجيا لا توجد حتى الآن، ونظرتي لتعليم مختلفة، لذلك كان هذا النظام المتبع في التعليم يستفزني، وأنا لا أستطيع الحفظ دون الفهم، وعندما أتأمل في الكون أجد بأن الله سبحانه وتعالى خلق كونا خارقا وعظيما، حتى الإنسان هو عبارة عن روح تسكن شيئا يسمى الجسد، به أعظم الأجهزة، ونحن نعيش على الأرض ونحن في منتهى الصغر، كل هذا ونعيش في روتين قاتل يسرق أوقاتنا وأعمارنا.
مرت أيام مع إحباطي وهزيمتي، وفجأة تغيرت بعض مفاهيمي لبعض الأحداث في حياتي، شعرت أنني في حيرة، وبدأت تدخل في قلبي وعقلي أشياء تخنقني، وعرفت من موقعكم الكريم أنها وساوس شيطانية، وعرفت بعد أن شككت في نفسي وحبي لله أن سندي وقوتي وكل شيء في حياتي قد لا يكون راض عني، ولذلك هو ليس معي، وهذا ما جعلني لا أجد في الحياة ما أحيا لأجله.
امتلأت روحي وأحلامي وقلبي باليأس، وأصبحت أشعر بالخوف والوحدة والهزيمة من بعد القوة، وفي يوم وأنا أبكي بسبب ضغط الدراسة كان في التلفاز فيلم ولكن به صوت غريب، شعرت فجأة أنه قريب جدا، وبعد فترة وأنا أبكي سمعته، وكلما حلمت بالكوابيس أسمعه، وعندما عرفت بأنه قد يكون شيطانا فقد تأكد وقتها أن الله حقا غير راض عني، ولن يكون معي، ولاحظت عدم التوفيق كالماضي، وها أنا أتمناه يعود إلى الوراء لأول مرة لأكون تلك الفتاة التي كانت تشعر بأن الله معها.
فالآن أشعر بقول إن كان الله ليس معك فمن معك؟ لا أحد! والآن أنا يائسة، ولا أقدر على فعل شيء، وكأني نسيت من أنا، ولا أعرف من أنا؟ وأشعر بضياع لشعوري بأن الله ليس معي.