السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكر لكم جهودكم، وجزاكم الله خير الجزاء، وأرجو أن تتسع صدوركم لرسالتي.
متزوجة منذ ثمان سنوات، ولدي ولدان, وكنت أتناول حبوب ياسمين كمانع للحمل، وتوقفت عنها منذ سنة لأنني أرغب بالحمل والإنجاب بالاتفاق مع زوجي, في هذه السنة سافر زوجي إلى دولة أخرى للعمل، وعاد من جديد. زوجي رجل يهتم ببيته وحسن التعامل معي ومع أهلي, لا يرفض لي طلبا, ولا يمنعني من القيام بأي شيء أريده, هو رجل جيد برغم العديد من الأمور، وأنا أؤمن بأن الاختلاف لا بد منه، ولا بد وأنه يرى بي عيوبا ويصبر عليها, وأكبر مشكلة تواجهنا هي أنني لا أريد الإنجاب, فأنا أرى أن الانفصال عن زوجي هو المصير, لأنه لا ينفك عن الحديث مع الفتيات، وفي نظري هذا أمر كبير يستدعي الانفصال.
أنا على هذا الحال معه منذ أن تزوجنا، اختلفنا كثيرا على هذا الموضوع، فهو يرى بأنه أمر عادي، وهو من باب الحريات الشخصية، ويرى بأنه لا يمسني بأي أذى طالما أنه يعود بالنهاية لبيته وأولاده، وأنا أرى بأن هذا الفعل حرام وخيانة وإساءة وإهانة لي، والكلام أحيانا يتجاوز حدود الأدب، ويصل إلى الأحاديث الجنسية، فأنا سيدة على خلق ودين، جميلة ومتعلمة، ولدي عمل، وأساعده في الإنفاق، بل بالواقع أنا من ينفق، وأسدد له ديونه، فهو في كل سنة يتوقف عن العمل لعدة أشهر وقد تصل لسنة، ولم أهتم يوما لهذا الأمر، وكنت أقول دائما بأننا في مركب واحد، وقفت معه في الشدائد والمواقف الصعبة، مهتمة بمظهري وبمنزلي، أبعث له الهدايا والورود، أقرأ الاستشارات والنصائح حتى أجد الحل لمشكلتنا، وكي لا أعطيه أي عذر لما يقوم به، أدعو له كثيرا حتى مللت الدعاء، وأيقنت بأنه كيف لدعائي أن يغيره وهو لا يريد تغيير نفسه!
وقع بيننا الطلاق لمرة واحدة، وفي كل خلاف في هذا الموضوع يضع اللوم علي بأنني أراقبه، وأنه لا يحق لي التدخل في شؤونه، وينتهي خلافنا ويعاهدني ويعدني بأن لا يعود، ويؤكد بأنه يحبني ويحب أولاده وبيته، كنت أفتح الرسائل بهاتفه وأراقب حساباته على مواقع التواصل، وذلك فقط عندما يثير شكوكي، وفي كل مرة تكون الشكوك في محلها. أعلم أن هذا التصرف خاطئ، وأنا منذ سنة لم أفتح هاتفه، ولم أعد أراقبه، كنت أشعر بارتياح في السنة التي غابها عنا، رغم أنني متأكدة بأنه على اتصال مع الأخريات، ولما عاد تأكدت بأنه ما زال يحادث الأخريات بسبب تصرفاته، فما عدت أفتح الهاتف أو أراقبه كما كنت بالماضي، وهذه هي المرة الأولى التي أشعر بها بالبرود والفتور نحوه، فما عاد يهمني ولم أعد مهتمة إن عاد أو اتصل أو تكلم معي أو مع غيري، أعيش معه مجاملة فقط، وأقوم بواجباتي دون أي مشاعر، فقد فعلت كل ما بوسعي وهو لم يتغير، وكل ما يقلقني الآن هو رغبتي في إنجاب طفل جديد، ولكن لست أرى أمامي سوى الانفصال.
هل أطلب الطلاق؟ هل أخبره بأنني لم أعد أريد الإنجاب منه؟ هل علي أن أعيش مع رجل بمسمى زوج فقط لتحقيق الواجبات بيننا دون ثقة أو مودة أو مشاعر، فقط حفاظا على أولادنا من الشتات؟ هل من الممكن لشخص أن يحب شخصا آخر ويخونه في نفس الوقت؟
أطلت عليكم، ولكنني لا أجد أحدا جديرا بالثقة كي أتكلم وأتحدث معه.