السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة تم عقد قراني قبل فترة قصيرة، ومنذ حداثة سني وأنا أشعر دائمًا بوجود خطأ في المجتمع، ويؤلمني بعدنا عن التعاليم الإسلامية وسنن نبينا المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام، لا أستطع تغيير شيء، رغم وجودي في أسرة محافظة أو تظن نفسها كذلك محافظة -أي تخشى كلام الناس-، تحافظ على احترامها وسمعتها فقط من أجل الناس، وليس الخالق!
كنت أصمت عن كل هذا حتى بعث لي الله رجلاً صالحًا يفكر مثلي، قصد قربي بارتباط شرعي يرضاه الله، تناقشنا كثيرًا، وعلم بشأن أفكاري، ووجدته يفكر كما أفكر، ويريد حقًا السير على خطى الحبيب المصطفى.
حين تم طرح موضوع الزفاف وطقوسه التي لا يعترف بها الشرع أبدًا، وتستنزف كل ما تملكه الأسر من أجل سراب، رفض تمامًا لكن والدتي وأهلي كباقي الأهالي يرغبون بالفرح بحجة الناس، ولأننا أناس كغالبية الناس إمكانياتنا بسيطة، قررت أمي تأجيل الزفاف لسنتين؛ بحجة أنها الفترة الكافية لتجهزني فيها ولتقيم لي زفافًا يرضاه الناس ولتفرح بي.
رفضت أنا وزوجي الفكرة، لكن أمي انهارت لاحتجاجنا، ووصلنا لطريق مغلق، وجدت نفسي أختار أمي كي لا يحدث لها مكروه، رغم علمي بأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وكنت على وشك التخلي عن كل شيء، لأنني تعبت، ولا أملك القوة لمواجهة وتغيير المجتمع، لولا تمسك زوجي بي وخضوعه وتفهمه في النهاية.
صرت أعاني كثيرًا ولا أستطيع الصراخ بأني أحبه، ولا أرغب بالبقاء بعيدًا عنه، وفي نفس الوقت لا أرغب بإغضاب أمي وتركها غاضبة كل العمر، بسبب سنتين ستمر.
تدهورت حالتي النفسية كثيرًا، وأشعر أن الجميع يكرهني، وأني قمت بفعل شنيع لأنني تزوجت، الجميع ينظر إلى زوجي نظرة قاسية، ويتهمونه بالتعصب والتشدد، لأنه جريء في الدفاع عن حبنا ودينه قبل كل شيء.
تخليت عن دراستي الشرعية، ولا أشعر أني قادرة على فعل شيء، ومتعبة جدًا، وبت أتمنى فقط الجلوس بمفردي بغرفة مغلقة، وعدم فعل أي شيء!
أرجو منكم مساعدتي.