السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا في المرحلة الثانوية، وهي مرحلة مصيرية في حياتي، بدأت مشكلتي في الفصل الأول من العام الدراسي، أرهقتني كثيرا حالتي، حصلت على درجات متدنية، مع أنني أدرس كثيرا طوال اليوم، مع ذلك لا أنهى جزءاً صغيرا من المادة، وأعاني من صعوبة كبيرة في الحفظ، رغم أنني أبذل كامل جهدي، لكن حفظي بطيء جدا، مما أرهقني وأتعبني في الامتحان، في الغالب لا أتذكر إلا بصعوبة.
أذهب إلى الامتحان بنصف مادة، لا أعرف ربما أنجح أم لا، وعندما أصاب بالملل لطول فترة دراستي للمادة أتركها، وأدرس المواد الأخرى التي لا تحتاج إلى الحفظ، مما أدى إلى تراكم الكثير من المواد، أضع لنفسي جداول ولا التزم بها، والآن الوقت في الجدول لا يكفي، استغرق وقتا طويلا جدا في حفظي، لا يستغرق أحد مثل وقتي، فهل أنا بطيئة لهذا الحد؟ مع أنني استخدمت أكثر من طريقة للحفظ، منها الورقة والقلم، مما أرهقني وأخذ وقتا طويلا, فما الحل؟
أحس بالتعب والملل، وأنام أكثر من ست ساعات، عندما أفتح الكتاب أشعر بنعاس شديد، فيذهب الوقت وأنا أحاول الاستيقاظ، أذهب قبل الامتحان، أبكي وأرجع بنتيجة مؤسفة، لا تناسب جهودي، تبكيني أكثر، وأشعر بالتعب، ولا أرغب في الذهاب إلى معظم الامتحانات؛ بسبب عدم انتهائي من المواد، حتى عند المراجعة كأنني لم أدرس سابقا، إلا بعد تكرار وحفظ مطول.
أعاني من رؤية بقعة كالشرارة، تذهب وتأتي، وألم في الرقبة، وأسمع طنينا في أذني، ذهبت إلى طبيب الأذن، فأخبرني أنني سليمة -والحمد لله-، وأشعر بضياع الوقت والجهد، فقد كنت متفوقة في المدرسة كثيرا، والكل يعرف ذلك.
تدمرت أحلامي، خذلت أهلي، حتى زميلاتي القدامى ومعلماتي في المدرسة، الكل يستغرب من نتائجي، هل أصبت بالغباء فجأة؟ لا أعرف ماذا حصل لي, قلت دافعيتي، أرهقتني نتائج الإخفاق، تزيد حالتي سوءاً، رسبت في مادة في الفصل الأول، وقد أنهيت الفصل الثاني، علما بان الامتحانات كانت مرهقة، والوقت قصير في الشهر الفضيل، مما جعل دراستي أسوأ.
أخشى الرسوب في مادتين، ودرجاتي متدنية، لا أعرف ماذا حصل لي، هل أنا محسودة؟ الأفكار أرهقتني، فأنا أحافظ على صلواتي، وأحصن نفسي دائما، مع أن الأسئلة غالبا تأتي سهلة، لا أتذكر ما درسته قبل أسبوع إلا إذا تم مراجعته، لا أجيب على معظم الأسئلة، أخرج من الامتحان، وكل الطالبات تتحدث عن سهولة الامتحان، أخشى أن تستمر حالتي حتى في المراحل القادمة، وأن أبقى على هذا الحال.
أشعر بعدم الرضا، حتى عند الدعاء أشعر أنني (متواكلة)، أتمنى أن أكون مستعدة دائما، أدعوه متوكلة عليه سبحانه، أشعر أنني ظلمت نفسي، خذلت أمي وأبي، توقعا لي معدلا عاليا, أصبحت حتى لا أدرس كدراستي في المدرسة، كنت أحصل على علامات عالية، الكل تفوق علي.
قبل فترة الامتحانات كنت أرى أحلاما مزعجة، وأستيقظ مفزوعة وأصلي ركعتين، وأتفل عن يساري، وأدعو الله أن لا تتحقق، أعلم أن أمر المؤمن كله خير، ماذا أفعل؟ -الحمد لله على كل حال-، لكنني تعبت ولم يبق على نتائج الثانوية العامة إلا فترة قصيرة، الكل يسأل ماذا فعلت؟ أخاف من يوم النتائج.
أتمنى أن أجد عندكم الجواب الشافي، وأن تساعدوني، آسفة جدا على الإطالة، وأشكركم على هذا الموقع الرائع، وبارك الله فيكم، وجزاكم كل خير.