السلام عليكم.
أنا فتاة أعاني من حيرة في أمري.

لقد أحببت شخصاً يبادلني نفس الشعور، وهو صاحب خلق ودين، ويستطيع تحمل مسؤولية الزواج، ومن أسرة عريقة، ومتعلم، وكان له الفضل –بعد الله سبحانه- في التزامي بالحجاب، فتقدم لخطبتي ولكنه قوبل بالرفض من جدي ووالدي، وذلك بحجة أنه مريض بالسكري.

حاولت إقناع والدي، إلا أنه استمر في رفضه، مدعياً أن الشاب لا يعجبه؛ حيث كان صديق أختي في الماضي، وكان يزورنا في بيتنا، وقد تأثر بأقوال والدتي وإخواني وأخواتي عنه، ولم أجد في عائلتي من يقف بجانبي ويساندني في الموضوع.

وبعد محاولاتي الكثيرة في إقناعه، اقتنع ووافق، ولكن بشرط أن يكون عقد القران بوجود الشهود فقط، وأن لا يزورنا بمنزلنا، فقررت الهروب من البيت، ولكنني تراجعت عن الفكرة.

سؤالي: بماذا تنصحوني؟

وشكراً.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ amani حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، وقطعاً نحن لا نؤيد فكرة الخروج من المنزل، أو أية تطورات سلبية لهذه المشكلة، بل نريد منك أن تكوني قريبة من أسرتك، حريصة على إرضائهم، ونعتقد أنهم يريدون مصلحتك، وإن كانوا أخطؤوا، لكن العبرة بقصدهم الجميل، وهي رغبتهم في سعادتك في هذه الحياة، وستجدين -إن شاء الله تعالى– من الفضلاء والعقلاء من يقف إلى جوارك.

ونعتقد أن نقاشك مع الوالد أتى بثمار إيجابية، فإلى مزيد من النقاش، ونتمنى أيضاً أن يكون عند الشاب نوع من العزيمة والإصرار وتكرار المحاولات؛ فإن تكراره للمحاولات، وطرقه للأبواب، سيُجبر الأسرة على الموافقة عليه، خاصة وقد ذكرت أنهم على معرفة وثيقة، وأنه من أسرة عريقة، إلى غير ذلك من المعاني، وأهم الصفات المتوفرة فيه هي: الدين، والأخلاق، والمهم بعد ذلك وجود الرغبة المشتركة بينكم، ورغبة كل طرف في أن يكون للطرف الآخر.

ونؤكد لك أن الذي عنده هدف سيصل إليه -بإذن الله تبارك وتعالى– ونتمنى أن تديري هذه المشكلة بمنتهى الهدوء، وبمنتهى الحكمة، وندعوك إلى الاقتراب من أهلك، وزيادة البر لهم، وطاعتهم، والاستمرار في اللجوء إلى الله -تبارك وتعالى- فإن قلب الوالد وقلوب الأهل بين أصبعين من أصابع الرحمن، يقلبها كيف يشاء، ويصرفها كيف يشاء.

ونريد أن نعاتبك عتاب المشفق على تفكيرك في الهروب؛ فإن الفتاة المسلمة لا تفكر بهذه الطريقة، ولا تهتك ستر الله عليها، ولا تجعل نفسها عرضة للقيل والقال وألسنة الناس، بل إن الشاب الذي تهرب معه الفتاة لن يحترمها بعد ذلك وستسقط من نظره، والحمد لله أنك قد عدلت عن هذه الفكرة الخاطئة، فلا تعودي للتفكير فيها مرة أخرى، وتعوذي بالله من وساوس الشيطان.

نسأل الله -تبارك وتعالى- أن يعينك على طاعته، وأن يقدر لك الخير حيث كان، ثم يرضيك به، وأن يعين هذا الشاب على إكمال مراسيم الزواج، ونسأل الله لك وله التوفيق، والهداية، والسداد، ونكرر شكرنا لك على التواصل مع الموقع، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

والله الموفق.