السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عمري 25 سنة، لا أعمل حاليا، عندما كنت في العشرين من عمري، كنت ملتزما بسمت السنة, وكنت في بداية التزامي أجلس مع أبي يعلمني أحكام القرآن, فكنت أقرأ عليه الربع، وبعدها أراجع ما حفظت عليه كل يوم, وهكذا,,, كلما زاد الحفظ كلما زادت المراجعة, وكنت أحيانا أترك الحفظ والمراجعة, ثم أرجع, وأترك ثم أرجع, حتى أني وصلت في بعض الفترات أني كنت أقرأ خمسة أجزاء كل يوم.
ولكن تركت الحفظ والمراجعة كعادتي، ورجعت مرة أخرى, فبدأت أحفظ دون أن أراجع حفظي, فكنت أحفظ كل يوم ربعا, ولكن لا أرجع إليه, فقط أقرؤوه على أبي, ولكن لم يكن لي صحبة فضللت الطريق, وابتعدت عنه, واستحوذ علي الشيطان فأنساني ذكر الله، وقد رأيت في نفسي أنني كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث، مُنقطعُ القلب.
أحسست في يومٍ من الأيام أنني بلا قلب, ليس عندي مشاعر, لا أحب أحدا, فقد كنت أعصي الله بعد ما أراني لذة الطاعة, من قيام ليل, ومن سماع للذكر, وحضور دروس العلم، ولكن انقلب بي الحال إلى مشاهدة الأفلام الإباحية, وشرب للمخدرات, وعقوق للوالدين, وسرقة, وكذب, وإدمان للعادة السيئة، وحب للنساء.
وأنا الآن أعاني من أمراض نفسية عديدة, ولم أستشر أي طبيب, ولا أحب أن أذهب إلي طبيب، فعندي من الرهاب الاجتماعي ما عندي, وعندي تغير في المزاج, وُتقلب في الأحوال, لا أثبت على شيء, لا أحد يعلم كيف يعاملني أو كيف يكلمني, أصبحت حالتي سيئة جدا.
منذ شهر تقريبا جاءتني من الله ذكرى, ولكن قررت أن أغير من نفسي بإذن الله سبحانه, وأن أبدأ في التغير, وقد كان -والحمد لله- فلي أسبوع لم أشرب فيه المخدرات, وأقلعت عن السجائر أيضا منذ ثلاثة أيام, وبدأت أصلي في جماعة, ولكن ليس عندي صحبة, ولا أعلم كيف أصاحب, ومن أصاحب، وعندي خوف من (أن المُنْبَت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى) فلا أعلم كيف أدخل في الدين, ولا كيف أسير على النهج الصحيح دون أن أضل الطريق.
وأيضا أريد أن أستغل شهر رمضان؛ لأنني لن أعمل فيه إن شاء الله, ولا أدري أيكون هناك وقت فراغ بعد هذا, فكما تعلم (فراغك قبل شغلك) هل تنصحني أن أحفظ القرآن كله في رمضان كل يومٍ جزءا؟ كيف أداوام على مراجعته دون أن أهلك نفسي كما أشرت؟ أم تنصحني أن أقرأ من المصحف ولا أحفظ؟ وكيف أثبت على الطريق؟
ثبتنا الله وأياكم، اللهم يا مثبت القلوب ثبت قلوبنا على دينك, آمين, وشكر الله لكم.
ضالٌ أشترشد بكم، فأعينوني أثابكم الله.