السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي ابن يبلغ من العمر 9 سنوات، وله أخت عمرها 6 سنوات، ونحن مقيمون بإحدى الدول الخليجية، يدرس بالصف الرابع بإحدى المدارس البريطانية، متميز دراسيا، له ذاكرة قوية جدا، يستطيع أن يتذكر موقفا بيني وبينه عندما كان في الثانية من عمره، أو يتذكر أي عقاب مني أو من والده مهما مر عليه من وقت، وتنتابه حالة من البكاء عندما يتذكر أي موقف تمت فيه محاسبته على خطأ، يتهمنا دائما بأننا لا نحبه، ولا نهتم به، وأنه ليس من ضمن أولوياتنا، وعلى الرغم من ذلك يدرك أنه في إحدى المدارس المتميزة، نذهب به يوميا إلى بعض المراكز الرياضية لممارسة لعبة التايكوندو، بالإضافة إلى دروس لحفظ القرآن.
لدينا وقت يوميا للجلوس معه ومتابعة أخباره، ولكن ليس من السهل عليه أن يبوح بما في داخل نفسه، ويفضل الكتمان، ويفضل ألا يعبر أو يدافع عن نفسه حين يتهمه أحد، فيبدو وكأنه عديم الاكتراث من الموقف، مما يثير حفيظة أهله أو مدرسيه، على الرغم من ممارسته للرياضة، ولكنه يهاب الطفل الذي يبدو أطول منه، أو جسمه أعرض منه، ونادرا ما يحاول الدفاع عن نفسه، ولا يعرف كيف يكون صداقات كثيرة، حاولنا تقريب بعض الأولاد منه، ولكن سرعان ما يختلف معهم، ويفضل الابتعاد والاعتقاد بأنهم لا يريدونه في المدرسة، وأن الجميع لا يحبه ولا يرغب بوجوده.
يهتم كثيرا إذا انتقد أحد أصحابه أي شيء في مظهره، يحاول تقليدهم حتى في نمط الألعاب التي يشترونها، وعندما نأتي بها إليه نجده يتركها بعض فترة قليلة ولا يكترث، دائم العصبية، أعرف أنه يحبني جدا، وعندما يثور علي يسرع بعض دقائق محاولا إرضائي، ويتعهد بألا يثور ثانية.
لا يحب الأوامر، ولا التوجيهات، ولا يتقبل فكرة الاختلاف في الرأي، نتحدث معه عن فكر الاختلاف وأن لكل واحد رؤية، ولكل شخص وجهة النظر التي يجب أن تحترم، ولكنه دائما لا يهتم بكلامنا، أعتقد أنه يحفظه جيدا، ولكن لا يحاول تنفيذه.
دائما ما يتعرض لمشكلات من زملائه، كأن يطلب من أحدهم إخفاء قلم معه، ويسمع لكلامه، ويتهم بعدها أنه سرق، ويتكرر الخطأ لديه، رغم توجهينا له بضرورة التفكير قبل التصرف، ويتكرر مع تغير الأشياء ولكن يقع دائما فيه، أو يطلب منه أحد زملائه ضرب زميل لهم، لا يعرف، وليس بينه أي علاقة، فيذهب ويضر بنفسه خشية أن يرفض لزميله شيئا، على الرغم من أنه معنا نجده لا يتقبل أي إهانة مهما صغرت، أو نقد، أو أن تستحوذ أخته على أي شيء يخصه، يكره بسرعة ويحب بسرعة.
يحبه مدرسوه، لأنه مجتهد وصبور، ولكنه يعاني الآن من عادة قضم الأظافر، وحالات عدم التركيز في الفصل، يلجأ إلى الكذب أحيانا قليلة، خشية العقاب، مما يؤدي إلى فقد ثقة مدرسيه فيه، ويؤدي إلى رغبته في عدم الدفاع عن نفسه عند أي موقف، لأنه يوجد لديه يقين بأن هذا أفضل من العناء في إقناع شخص لا يصدقه.
لا أعرف هل كل ما تم سرده من الأمور الطبيعية، أم أن هناك مشكلة لا بد من تداركها.