والذين يرمون أزواجهم ) الآية [ 6 ] . قوله تعالى : (
633 - أخبرنا أبو عثمان سعيد بن محمد المؤذن قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن علي الحيري قال : حدثنا قال : أخبرنا الحسن بن سفيان قال : أخبرنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : أخبرنا يزيد بن هارون ، عن عباد بن منصور عكرمة ، عن قال : ابن عباس والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء ) إلى قوله تعالى : ( الفاسقون ) قال وهو سيد سعد بن عبادة ، الأنصار : أهكذا أنزلت يا رسول الله ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ألا تسمعون يا معشر الأنصار إلى ما يقول سيدكم ؟ " قالوا : يا رسول الله ، إنه رجل غيور ، والله ما تزوج امرأة قط إلا بكرا ، ولا طلق امرأة قط فاجترأ رجل منا على أن يتزوجها ، من شدة غيرته . فقال سعد : والله يا رسول الله ، إني لأعلم أنها حق ، وأنها من عند الله ، ولكن قد تعجبت أن لو وجدت لكاع قد تفخذها رجل لم يكن لي أن أهيجه ولا أحركه حتى آتي بأربعة شهداء ، فوالله إني لا آتي بهم حتى يقضي حاجته . فما لبثوا إلا يسيرا حتى جاء هلال بن أمية من أرضه عشية فوجد عند أهله رجلا ، فرأى بعينه ، وسمع بأذنه فلم يهجه حتى أصبح فغدا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله ، إني جئت أهلي عشيا ، فوجدت عندها رجلا ، فرأيت بعيني ، وسمعت بأذني ، فكره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما جاء به ، واشتد عليه ، فقال : الآن يضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سعد بن عبادة هلال بن أمية ، ويبطل شهادته في المسلمين ، فقال هلال : والله إني لأرجو أن يجعل الله لي منها مخرجا ، فقال هلال : يا رسول الله ، إني قد أرى ما قد اشتد عليك مما جئتك به ، والله يعلم إني لصادق ، [ ص: 165 ] فوالله إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يريد أن يأمر بضربه إذ نزل عليه الوحي ، وكان إذا نزل عليه عرفوا ذلك في تربد جلده ، فأمسكوا عنه حتى فرغ من الوحي ، فنزلت : ( والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم ) الآيات كلها ، فسري عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : " أبشر يا هلال ، فقد جعل الله لك فرجا ومخرجا " ، فقال هلال : قد كنت أرجو ذاك من ربي ، وذكر باقي الحديث . لما نزلت : (
634 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد الفقيه قال : أخبرنا محمد بن محمد بن سنان المقرئ قال : أخبرنا قال : حدثنا أحمد بن علي بن المثنى أبو خيثمة قال : حدثنا جرير ، عن ، عن الأعمش إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله قال : والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم ) الآية ، فابتلي به الرجل من بين الناس ، فجاء هو وامرأته إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتلاعنا ، فشهد الرجل أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين ، ثم لعن الخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين ، فذهبت لتلتعن ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " مه " فلعنت ، فلما أدبرت قال : " لعلها أن تجيء به أسود جعدا " ، فجاءت به أسود جعدا ، رواه إنا ليلة الجمعة في المسجد ، إذ دخل رجل من الأنصار ، فقال : لو أن رجلا وجد مع امرأته رجلا فإن تكلم جلدتموه ، وإن قتل قتلتموه ، وإن سكت سكت على غيظ ، والله لأسألن عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما كان من الغد أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسأله ، فقال : لو أن رجلا وجد مع امرأته رجلا ، فتكلم جلدتموه ، أو قتل قتلتموه ، أو سكت سكت على غيظ ! فقال : " اللهم افتح " ، وجعل يدعو ، فنزلت آية اللعان : ( مسلم ، عن . أبي خيثمة