سورة النور
بسم الله الرحمن الرحيم
الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة ) الآية [ 3 ] . قوله عز وجل : (
630 - قال المفسرون : قدم المهاجرون إلى المدينة ، وفيهم فقراء ليست لهم أموال ، وبالمدينة نساء بغايا مسافحات ، يكرين أنفسهن ، وهن يومئذ أخصب أهل المدينة ، فرغب في كسبهن ناس من فقراء المهاجرين ، فقالوا : لو أنا تزوجنا منهن ، فعشنا معهن إلى أن يغنينا الله تعالى عنهن ، فاستأذنوا النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك ، فنزلت هذه الآية ، وحرم فيها صيانة للمؤمنين عن ذلك . نكاح الزانية
631 - وقال عكرمة : نزلت الآية في نساء بغايا متعالنات بمكة والمدينة ، وكن [ ص: 164 ] كثيرات ، ومنهن تسع صواحب رايات ، لهن رايات كرايات البيطار ، يعرفن بها : أم مهزول ، جارية السائب بن أبي السائب المخزومي ، وأم عليط جارية صفوان بن أمية . وحنة القبطية جارية العاص بن وائل ، ومزنة جارية مالك بن عميلة بن السباق ، وجلالة جارية سهيل بن عمرو ، وأم سويد جارية عمرو بن عثمان المخزومي ، وشريفة جارية زمعة بن الأسود ، وفرسة جارية هشام بن ربيعة ، وفرتنا جارية هلال بن أنس ، وكانت بيوتهن تسمى في الجاهلية المواخير ، لا يدخل عليهن ولا يأتيهن إلا زان من أهل القبلة ، أو مشرك من أهل الأوثان ، فأراد ناس من المسلمين نكاحهن ليتخذوهن مأكلة ، فأنزل الله تعالى هذه الآية ، ونهى المؤمنين عن ذلك وحرمه عليهم .
632 - أخبرنا أبو صالح منصور بن عبد الوهاب البزار قال : أخبرنا قال : أخبرنا [ أبو عمرو بن حمدان أحمد ] بن الحسن بن عبد الجبار قال : حدثنا ، حدثنا إبراهيم بن عرعرة معتمر ، عن أبيه ، عن الحضرمي ، عن ، عن القاسم بن محمد . عبد الله بن عمرو أم مهزول " كانت تسافح ، وكانت تشترط للذي يتزوجها أن تكفيه النفقة ، وأن رجلا من المسلمين أراد أن يتزوجها ، فذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فنزلت هذه الآية : ( والزانية لا ينكحها إلا زان ) . أن امرأة يقال لها : "