فصل
في خلافته رضي الله عنه
بويع بالخلافة بعد دفن بثلاث ليال، فروي: أن الناس كانوا يجتمعون في تلك الأيام إلى عمر يشاورونه ويناجونه، فلا يخلو به رجل ذو رأي.. فيعدل عبد الرحمن بن عوف أحدا، ولما جلس بعثمان عبد الرحمن للمبايعة.. حمد الله وأثنى عليه، وقال في كلامه: (إني رأيت الناس يأبون إلا أخرجه عثمان) عن ابن عساكر المسور بن مخرمة.
وفي رواية: (أما بعد: يا فإني قد نظرت في الناس فلم أرهم يعدلون علي؛ فلا تجعلن على نفسك سبيلا، ثم أخذ بيد بعثمان، فقال: نبايعك على سنة الله، وسنة رسوله، وسنة الخليفتين بعده) فبايعه عثمان عبد الرحمن، وبايعه المهاجرون والأنصار.
وأخرج ابن سعد عن قال: (أرسل أنس إلى عمر قبل أن يموت بساعة فقال: كن في خمسين من أبي طلحة الأنصاري الأنصار مع هؤلاء النفر أصحاب الشورى؛ فإنهم فيما أحسب سيجتمعون في بيت، فقم على ذلك الباب بأصحابك، فلا تترك أحدا يدخل عليهم، ولا تتركهم يمضي اليوم الثالث حتى يؤمروا أحدهم).
[ ص: 267 ] وفي «مسند عن أحمد» أبي وائل قال: قلت لعبد الرحمن بن عوف: (كيف بايعتم وتركتم عثمان قال: ما ذنبي؟ قد بدأت عليا؟ بعلي فقلت: أبايعك على كتاب الله وسنة رسوله وسيرة أبي بكر فقال: فيما استطعت، ثم عرضت ذلك على وعمر؟ فقال: نعم). عثمان،
ويروى: أن عبد الرحمن قال خلوة: (إن لم أبايعك.. فمن تشير علي؟ قال: لعثمان وقال علي، إن لم أبايعك.. فمن تشير لعلي: قال: علي؟ ثم دعا عثمان، الزبير فقال: إن لم أبايعك.. فمن تشير علي؟ قال: أو علي ثم دعا عثمان، سعدا، فقال: إن لم أبايعك.. فمن تشير علي؟ فأما أنا وأنت فلا نريدها، فقال: ثم استشار عثمان، عبد الرحمن الأعيان فرأى هوى أكثرهم في عثمان.
وأخرج ابن سعد عن والحاكم - رضي الله عنه - أنه قال لما بويع ابن مسعود (أمرنا خير من بقي ولم نأل). عثمان:
ففي هذه السنة من خلافته: فتحت الري، وكانت فتحت وانتقضت.
وفيها: أصاب الناس رعاف كثير، فقيل لها: سنة الرعاف، وأصاب رعاف حتى تخلف عن الحج وأوصى. عثمان
وفيها: فتح من الروم حصون كثيرة.
[ ص: 268 ] وفيها: ولى عثمان الكوفة وعزل سعد بن أبي وقاص، المغيرة.
عثمان سعدا عن الكوفة، وولى الوليد بن عقبة بن أبي معيط، وهو صحابي، أخو وفي سنة خمس وعشرين: عزل لأمه، فكان هذا مما نقم عليه؛ لأنه آثر أقاربه بالولايات، وقيل: (إن عثمان الوليد صلى بهم الصبح أربعا وهو سكران، ثم التفت إليهم فقال: أزيدكم؟)
في عثمان المسجد الحرام ووسعه، واشترى أماكن للزيادة. وفي سنة ست وعشرين: زاد
وفيها: فتحت سابور.
معاوية قبرس، فركب البحر بالجيوش، وكان معهم وفي سنة سبع وعشرين غزا وزوجته عبادة بن الصامت فصرعت عن بغلتها فماتت شهيدة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم أخبرها بهذا الجيش، ودعا لها بأن تكون منهم، فدفنت أم حرام بنت ملحان الأنصارية، بقبرس.
وفيها: فتحت أرجان ودارابجرد.
[ ص: 269 ] وفيها: عزل عثمان عن عمرو بن العاصي مصر، وولى عليها عبد الله بن سعد بن أبي سرح، فغزا أفريقية، فافتتحها سهلا وجبلا، فأصاب كل إنسان من الجيش ألف دينار، وقيل: ثلاثة آلاف دينار، ثم فتحت الأندلس في هذا العام.