399 - بن دليم بن حارثة ، أبو عبيد الله قيس بن سعد بن عبادة :
دفعه أبوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليخدمه ، فكان قريبا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان جوادا شجاعا ، وحمل لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض مغازيه ، وولاه على إمارة علي بن أبي طالب مصر ، وحضر معه حرب الخوارج بالنهروان ، ووقعة صفين ، وكان مع الحسن بن علي على مقدمته بالمدائن ، ثم لما صالح الحسن وبايعه دخل معاوية قيس في المصالحة ، وتابع الجماعة ورجع إلى المدينة فتوفي بها .
أخبرنا قال : أخبرنا أبو منصور القزاز قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي محمد بن أحمد بن رزق قال : حدثنا عثمان بن أحمد قال : حدثنا قال : حدثنا حنبل بن إسحاق قال : حدثنا الحميدي سفيان ، عن عمرو قال :
كان رجلا ضخما جسيما صغير الرأس ، وكان إذا ركب الحمار حطت رجلاه في الأرض . قيس بن سعد
أخبرنا قال : أخبرنا ابن الحصين أبو طالب محمد بن غيلان قال : أخبرنا قال : حدثنا أبو بكر الشافعي إبراهيم بن إسحاق قال : أخبرني محمد بن صالح ، عن قال : حدثنا ابن عمر داود بن قيس وإبراهيم بن محمد الأنصاري وخارجة بن الحارث قالوا :
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا عبيدة في سرية فيها المهاجرون والأنصار ثلاثمائة رجل إلى ساحل البحر إلى حي من جهينة ، فأصابهم جوع شديد ، فقال : من يشتري مني تمرا بجزور ، ويوفيني الجزور ها هنا ، وأوفيه التمر قيس بن سعد بالمدينة فجعل يقول : واعجبا لهذا الغلام ، لا مال له يدين في مال غيره . فوجد رجلا من عمر جهينة يعطيه ما [ ص: 317 ] سأل وقال : والله ما أعرفك ، فمن أنت ؟ قال : أنا . قال الجهني : ما أعرفني بنسبك ، وابتاع منه خمس جزائر ، كل جزور بوسق من تمر . ثم قال : فأشهد لي فأشهد له نفرا من قيس بن سعد بن عبادة الأنصار والمهاجرين ، فكان فيمن أشهد . فقال عمر بن الخطاب : لا أشهد هذا بدين ولا مال له ، إنما المال لأبيه . فقال الجهني : ما كان عمر سعد ليمني بابنه في شقة من تمر وأرى وجها حسنا ، وفعلا شريفا . فكان بين عمر وقيس كلام حتى أغلظ لقيس ، وأخذ الجزر فنحرها لهم في مواطن ثلاث كل يوم جزورا ، فلما كان اليوم الرابع نهاه أميره فقال : أتريد أن تخفر ذمتك ولا مال لك .
قال محمد : فحدثني محمد بن يحيى ، عن سهل ، عن أبيه ، عن قال : رافع بن خديج أقبل أبو عبيدة ومعه ، فقال : عزمت عليك أن لا تتجر ، أتريد أن تخفر ذمتك فقال عمر قيس : يا أبا عبيدة ، أترى أبا ثابت يقضي ديون الناس ، ويحمل الكل ، ويطعم في المجاعة ، لا يقضي عني شقة من تمر لقوم مجاهدين في سبيل الله . فكان أبو عبيدة يلين له ، وجعل يقول له : اعزم فعزم عليه ، وأبى أن ينحر وبقيت جزوران ، فقدم بها قيس المدينة ظهرا يتعاقبون عليها ، وبلغ سعدا ما أصاب القوم من المجاعة فقال : إن يكن قيس كما أعرف فينحر للقوم ، فلما قدم قيس لقيه سعد فقال : ما صنعت في القوم ؟ قال : نحرت . قال : أصبت ، ثم ماذا ؟ قال : نحرت . قال : أصبت ، ثم ماذا ؟ قال : نحرت . قال : أصبت ، ثم ماذا ؟ قال : نهيت . قال : من نهاك ؟ قال : أبو عبيدة أميري . قال : ولم ؟ قال : زعم أنه لا مال لي ، وإنما المال لك ، فقلت : أبي يقضي عن الأباعد ، ويحمل الكل ، ويطعم في المجاعة ، فلا يصنع هذا بي . قال : فلك أربع حوائط أدناها حائط تحمل خمسين وسقا .
قال : وقدم البدوي مع قيس فأوفاه وسقه وحمله وكساه ، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم من فعل قيس ، فقال : "إنه في بيت جود " .
قال علماء السير : مرض واستبطأ إخوانه في العيادة ، فقيل له : إنهم [ ص: 318 ] يستحيون مما لك عليهم من الدين . قال : أخزى [الله ] مالا يمنع الإخوان من الزيارة ، ثم أمر مناديا فنادى : من كان قيس بن سعد لقيس عليه حق فهو في حل . فكسرت درجته بالعشي من عيادته .
أخبرنا قال : أخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز أحمد بن علي بن ثابت قال : أخبرنا أحمد بن عمر بن عثمان قال : أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير قال : حدثنا أحمد بن محمد بن مسروق قال : حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري قال : حدثنا أحمد بن بشير قال : حدثنا ، عن هشام بن عروة عروة قال :
باع من قيس بن سعد مالا بتسعين ألفا ، فأمر مناديا فنادى في معاوية المدينة : من أراد القرض فليأت منزل قيس . فأقرض أربعين أو خمسين وأجاز الباقي ، وكتب على من أقرضه صكا ، فمرض مرضا قل عواده ، فقال لزوجته قريبة بنت أبي قحافة أخت أبي بكر : يا قريبة ، لم ترين قل عوادي ؟ قالت : للذي عليهم من الدين . فأرسل إلى كل رجل صكه .
وقال عروة : قال : اللهم ارزقني مالا وفعالا ، فإنه لا يصلح الفعال إلا بالمال . قيس بن سعد
أخبرنا عبد الرحمن قال : أخبرنا أحمد بن علي قال : أخبرنا ابن بشران قال : حدثنا قال : حدثنا ابن صفوان قال : حدثنا ابن أبي الدنيا محمد بن سعد قال : قال : الهيثم بن عدي
توفي قيس بن سعد بن عبادة بالمدينة في آخر خلافة . معاوية