394 - ، أبو محمد أسامة بن زيد الحب ابن الحب :
أمه أم أيمن واسمها بركة ، حاضنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه حبا شديدا وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسامة ابن عشرين سنة .
أخبرنا ابن أبي طاهر ، قال : أنبأنا أبو إسحاق البرمكي ، قال : أخبرنا ، قال : أخبرنا ابن حيوية ابن معروف ، قال : أخبرنا الحسين بن الفهم ، قال : أخبرنا ابن سعد ، قال :
أخبرنا ، قال : حدثنا عفان بن مسلم شريك بن العباس بن ذريح ، ، قالت : عائشة
عثر أسامة على عتبة الباب فشجت جبهته ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يا أميطي عنه الدم " . فاستقذرته عائشة . قالت : فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمص شجته ويمجه ويقول : "لو كان عائشة أسامة جارية لكسوته وحليته حتى أنفقه " . قال عن ابن سعد : وأخبرنا ، قال أخبرنا يزيد بن هارون ، عن حماد بن سلمة ، عن أبيه : هشام بن عروة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخر الإفاضة من عرفة من أجل ينتظره ، فجاء غلام أفطس أسود ، فقال أهل أسامة بن زيد اليمن : إنما حبسنا من أجل هذا .
قال ابن سعد : أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء ، قال : حدثنا العمري ، عن نافع ، عن : أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث سرية فيهم ابن عمر أبو بكر ، فاستعمل عليهم وعمر ، فكأن الناس طعنوا فيه - أي في صغره - فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، [فصعد المنبر ] فحمد [ ص: 307 ] الله وأثنى عليه ، وقال : "إن الناس قد طعنوا في إمارة أسامة بن زيد ، وقد كانوا طعنوا في إمارة أبيه من قبله ، وإنهما لخليقان لها ، أو كانا خليقين لذلك ، فإنه لمن أحب الناس إلي ، وكان أبوه من أحب الناس إلي إلا أسامة بن زيد [فاطمة ] ، فأوصيكم بأسامة خيرا " .
قال ابن سعد : وأخبرنا مسلمة بن إبراهيم ، قال : أخبرنا قرة بن خالد ، قال : حدثنا ، قال : بلغت النخلة على عهد محمد بن سيرين ألف درهم ، قال : فعمد عثمان بن عفان أسامة إلى نخلة فنقرها وأخرج جمارها فأطعمها أمه ، فقالوا له : ما يحملك على هذا وأنت ترى النخلة قد بلغت ألف درهم ؟ قال : إن أمي سألتنيه ولا تسألني شيئا أقدر عليه إلا أعطيتها .
سكن أسامة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وادي القرى ، ثم نزل المدينة فمات بالجرف ، فحمل إلى المدينة .
395 - جرول بن مالك بن جؤية بن مخزوم بن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس :
وهو الحطيئة ، لقب بذلك لقصره وقربه من الأرض ، ويكنى أبا مليكة . وهو جاهلي إسلامي ، والظاهر أنه أسلم بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه لا ذكر له في الصحابة ولا في الوفود .
وكان خبيث اللسان كثير الهجاء ، هجا أباه وأمه وعمه وخاله ونفسه ، فقال [لأمه ] :
تنحي فاقعدي مني بعيدا أراح الله منك العالمينا أغربالا إذا استودعت سرا
وكانونا لدى المتحدثينا جزاك الله شرا من عجوز
ولقاك العقوق من البنينا
[ ص: 308 ] وقال لأبيه وعمه وخاله :
لحاك الله ثم لحاك حقا أبا ولحاك من عم وخال
فنعم الشيخ أنت لدى المخازي وبئس الشيخ أنت لدى المعالي
وقال لنفسه :
أبت شفتاي اليوم ألا تكلما بشر فما أدري لمن أنا قائله
أرى لي وجها شوه الله خلقه فقبح من وجه وقبح حامله
قال أبو عبيدة معمر بن المثنى : قدم على رضي الله عنه في الردة أبي بكر الصديق الزبرقان ، فساق صدقات عوف والأبناء ، فلما كان ببعض الطريق رأى الحطيئة - وكان الحطيئة أسود اللسان وداخل الفم وملتقي الشفتين - وهو يتبختر في هدم له ، أشعث أغبر ، وقد كان بين الزبرقان وبين بني قريع مقارضة ومهاجاة ، فأراد أن يستظهر بالحطيئة عليهم ، فقال له : ويلك إنك بمضيعة وأراك شاعرا ، فهل لك إلى خير مواساة ؟ قال : وددت ، قال : فالحق ببني سعد حتى آتيك فإنما أؤدي هذه الصدقة إلى أبي بكر ثم ألحق بك ، قال : عمن أسأل ؟ قال : أم مطلع الشمس ثم سل عن الزبرقان بن بدر ثم ائت أم سدرة فقل لها : يقول لك بعلك الزبرقان بن بدر أحسني إلى قومك ، فإنها ستفعل .
ففعل الحطيئة ذلك ، فلما رأته بنو قريع قالوا : داهية ، وإنما يريد أن يستظهر به علينا ، فأتاه نقيض بن شماس فقال : يا أبا مليكة جئت من بلادك ولا أرى في يدك شيئا ، هل لك إلى خصلة هي خير لك مما أنت فيه ، قال : ما هي ؟ قال : مائة بعير وتتحول إلينا ونحن ضامنون لأهلك من عيالك أن يدبروا من حالك أن تخلفه ، فتحول إليهم فقدم الزبرقان ، فقال : أين جاري ؟ قالت امرأته : خبث عليك ، ثم أخذ يهجو الزبرقان بن بدر ، فقال في أبيات :
دع المكارم لا ترحل لبغيتها واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
فاستعدى عليه عمر فقال له : ما أراه هجاك ، أما ترضى أن تكون طاعما كاسيا ؟ قال :
كيف تراني كيسا مكيسا أبيت بعد نافع مخيسا .
[ ص: 309 ] قال : إنه لا يكون في الهجاء أشد من هذا ، فبعث إلى عمر فسأله فقال : ما هجاه ولكن سلح عليه فحبسه [في قعر بئر ] ولم تكن السجون مبنية ، وأول من بناها حسان بن ثابت رضي الله عنه ، بنى علي بن أبي طالب بالكوفة سجنا سماه مخيسا ، فقال عمر للحطيئة : يا خبيث لأشغلنك عن أعراض المسلمين فقال :
ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ [زغب الحواصل لا ماء ولا شجر
ألقيت كاسبهم في قعر مظلمة فارفق عليك سلام الله يا ] عمر
الأبيات .
فرق له رضي الله عنه وأطلقه وأخذ عليه أن لا يهجو مسلما . عمر
أخبرنا عبد الوهاب بن المبارك ، ومحمد بن ناصر ، قالا : أخبرنا المبارك بن عبد الجبار ، قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري ، قال : أخبرنا ، قال : أخبرنا أبو عمر بن حيوية ، قال : حدثنا أبو بكر بن الأنباري أبو العباس أحمد بن يحيى النحوي ، وأبو عمران موسى بن محمد الخياط ، قالا : حدثنا ، قال : حدثني الزبير بن بكار محمد بن الضحاك بن عثمان الحزامي ، عن ، عن جدي ، عن عبد الله بن مصعب ربيعة بن عثمان ، عن ، عن أبيه ، قال : زيد بن أسلم
أمر بإخراج عمر بن الخطاب الحطيئة من الحبس وقد كلمه فيه ، وغيره ، فأخرج وأنا حاضر فأنشأ يقول : عمرو بن العاص
ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ زغب الحواصل لا ماء ولا شجر
غادرت كاسبهم في قعر مظلمة فارحم هداك مليك الناس يا عمر
أنت الإمام الذي من بعد صاحبه ألقى إليك مقاليد النهى البشر
لم يؤثروك بها إذ قدموك لها لكن لأنفسهم كانت بك الأثر
فامنن على صبية بالرمل مسكنهم بين الأباطح يغشاهم بها القدر
نفسي فداؤك كم بيني وبينهم من عرض داوية تعمى بها الخبر
[ ص: 310 ] قال : فلما قال الحطيئة : ماذا تقول لأفراخ ، بكى فقال عمر : ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أعدل من رجل يبكي على تركه عمرو بن العاص الحطيئة . قال : أشيروا علي في الشاعر فإنه يقول الهجو ويشبب بالحرم ويمدح الناس ويذمهم بما ليس فيهم ، ما أراني إلا قاطعا لسانه علي بكرسي ، فجلس عليه ثم قال : علي بالمخصف علي بالسكين لا بل علي بالموسى فإنه أوجى ، فقالوا : لا يعود يا أمير المؤمنين ، وأشاروا إليه قل لا أعود ، فقال : لا أعود ، فقال : النجا ، فلما ولى قال : ارجع يا عمر حطيئة ، فرجع ، فقال له : كأني بك عند شاب من قريش قد كسر لك نمرقة وبسط لك أخرى ، [وقال : يا حطيئة غننا ] فاندفعت تغنيه بأعراض الناس ، قال أسلم : فرأيت الحطيئة بعد ذلك عند عبيد الله بن عمر قد كسر له نمرقة وبسط له أخرى وقال : يا حطيئة غننا ، فاندفع يغنيه ، فقلت له : يا حطيئة أتذكر يوم حين قال لك ما قال ، ففزع وقال : رحم الله ذلك المرء لو كان حيا ما فعلنا هذا ، فقلت عمر لعبيد الله : إني سمعت أباك يقول كذا وكذا ، وكنت أنت ذلك الرجل .
وبالإسناد عن محمد بن الضحاك ، عن أبيه قال : أمر بإخراج عمر بن الخطاب الحطيئة من السجن فأخرج ، فقال له : دع قول الشعر . فقال لا أستطيع . قال : لم ؟ قال هو مأكلة عيالي ، ونملة على لساني . قال : فدع المدحة المجحفة . قال وما المدحة المجحفة ؟ قال : لا تقول بنو فلان أفضل من بني فلان ، امدح ولا تفضل . قال : أنت أشعر مني يا أمير المؤمنين . قال : ضرب النملة مثلا لما يتردد من قول الشعر في قلبه ، ويطالب به لسانه . ابن الأنباري
ومن مدائحه قوله :
أقلوا عليهم لا أبا لأبيكم من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا
أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البنا وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدوا
وإن كانت النعماء فيهم جزوا بها وإن أنعموا لا كدروها ولا كدوا
[ ص: 311 ] ولما احتضر الحطيئة قيل له : أوص . فقال المال للذكران دون الإناث . فقيل له :
أوص . فقال أوصيكم بالشعر ، ثم قال :
الشعر صعب وطويل سلمه إذا ارتقى فيه الذي لا يعمله
زلت به إلى الحضيض قدمه والشعر لا يسطيعه من يظلمه
أراد أن يعربه فيعجمه
396 - عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن خبيب بن عبد شمس بن عبد مناف :
أمه دجاجة بنت أسماء بن الصلت بن خبيب . وله أحد عشر ذكرا وأربع نسوة .
ولد بمكة بعد الهجرة بأربع سنين ، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة في عمرة القضاء حمل إليه وهو ابن ثلاث سنين فحنكه ، فتلمظ فتثاءب ، فتفل رسول الله صلى الله عليه وسلم في فيه .
وكان ابن خال ، ولم يزل شريف القدر ، كريما سخيا ، فلما ولي عثمان بن عفان عثمان الخلافة ولاه البصرة بعد أن أقر أبا موسى أربع سنين كما أوصى ، ثم عزله وولاه ، وكان يوم ولاه ابن خمس وعشرين سنة فقال عمر أبو موسى : قد أتاكم فتى من قريش ، كريم الأمهات والعمات والخالات ، يقول بالمال فيكم هكذا وهكذا .
ففتح بلادا كثيرة من خراسان ، وقتل يزدجرد في ولايته ، فأحرم من نيسابور شكرا لله تعالى ، وعمل السقايات بعرفة ، فلما قتل عثمان لحق بالشام ، فولاه معاوية البصرة ثلاث سنين ، وزوجه ابنته هندا .
أنبأنا الحسين محمد البارع قال : أنبأنا قال : أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة قال : أخبرنا أبو طاهر المخلص أحمد بن سليمان بن داود الطوسي قال : حدثنا قال : حدثني الزبير بن بكار عمي بن عبد الله ، عن بعض القرشيين قال : كانت هند بنت معاوية أبر شيء بعبد الله بن عامر ، وأنها جاءته يوما بالمرآة والمشط - وكانت تتولى خدمته [ ص: 312 ] بنفسها - فنظر في المرآة ، فالتقى وجهه ووجهها في المرآة ، فرأى شبابها وجمالها ، ورأى الشيب في لحيته قد ألحقه بالشيوخ ، فرفع رأسه إليها ، فقال : الحقي بأبيك . فانطلقت حتى دخلت على أبيها فأخبرته ، فقال : وهل تطلق الحرة . قالت : ما أوتي من قبلي ، وأخبرته خبرها ، فأرسل إليه فقال : أكرمتك بابنتي ثم رددتها علي . قال : إني أخبرك عن ذلك ، إن الله تبارك وتعالى من علي بفضله ، وجعلني كريما لا أحب أن يتفضل علي أحد ، وإن ابنتك أعجزتني مكافأتها لحسن صحبتها ، فنظرت فإذا أنا شيخ وهي شابة ، لا أزيدها مالا إلى مالها ، ولا شرفا إلى شرفها ، فرأيت أن أردها إليك ، فتزوجها فتى من فتيانك كأن وجهه ورقة مصحف .
أخبرنا محمد بن أبي منصور قال : أخبرنا الحسين بن أحمد بن محمد الثعالبي قال : أخبرنا أبو سهل محمود بن عمر العكبري قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن الفرج بن أبي روح قال : أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد القرشي قال : حدثني محمد بن عباد بن موسى العكلي قال : حدثنا الحسن بن علي بن زبان قال : حدثني سفيان بن عبدة الحميري وعبيد بن يحيى الهجري قالا : خرج إلى عبد الله بن عامر بن كرز وهو عامل العراق لعثمان بن عفان رجلان من أهل المدينة ، أحدهما : ابن جابر بن عبد الله الأنصاري ، والآخر : من ثقيف ، فكتب إلى ابن عامر فيما يكتب من الأخبار ، فأقبلا يسيران حتى إذا كانا بناحية البصرة قال الأنصاري للثقفي : هل لك في رأي رأيته : قال : اعرضه . قال : رأيت أن أنخ رواحلنا ونتناول مطاهرنا ، فنمس ماء ، ثم نصلي ركعتين ونحمد الله على ما قضى من سفرنا . قال : هذا الذي لا يرد ، فتوضيا ، ثم صليا ركعتين ، فالتفت الأنصاري إلى الثقفي فقال : يا أخا ثقيف ، ما رأيك ؟ قال : وأي موضع رأي هذا ، قضيت سفري ، وأنضيت بدني ، وأنضيت راحلتي ، ولا مؤمل دون ابن عامر ، فهل لك رأي غير هذا ؟ قال : نعم ، إني لما صليت هاتين الركعتين فكرت فاستحييت من ربي تبارك وتعالى أن يراني طالبا رزقا من غيره ، اللهم ارزق ابن عامر وارزقني من فضلك . ثم ولى راجعا إلى المدينة ، ودخل الثقفي البصرة ، فمكث [ ص: 313 ] أياما ، فأذن له ابن عامر ، فلما رآه رحب به ، ثم قال : ألم أخبر أن ابن جابر خرج معك ؟ فخبره خبره ، فبكى ابن عامر ثم قال : أما والله ما قال أشرا ولا بطرا ، ولكن رأى مجرى الرزق ومخرج النعمة ، فعلم أن الله تعالى هو الذي فعل ذلك ، فسأله من فضله ، وأمر للثقفي بأربعة آلاف درهم وكسوة ومطرف ، وأضعف ذلك كله الأنصاري ، فخرج الثقفي وهو يقول :
أميمة ما حرص الحريص بزائد فتيلا ولا زهد الضعيف بضائر
خرجنا جميعا من مساقط رأسنا على ثقة منا بخير ابن عامر
ولما أنخنا الناعجات ببابه تأخر عني اليثربي ابن جابر
وقال سيكفيني عطية قادر على ما يشاء اليوم بالخلق قاهر
وإن الذي أعطى العراق ابن عامر لربي الذي أرجو لسد مفاقري
فلما سرى سارت عليه صبابة إليه كما حنت ظراب الأباعر
وأضعف عبد الله إذ غاب حظه على حظ لهفان من الحرص فاغر
فأبت وقد أيقنت أن ليس نافعي ولا ضائري شيء خلاف المقادر
[قال المصنف : ] قرأت على أبي القاسم الجريري ، عن قال : أخبرنا أبي طالب العشاري قال : أخبرنا أبو بكر البرقاني إبراهيم بن محمد المزكي قال : أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي قال : حدثنا هارون بن عبد الله قال : حدثنا سيار قال : حدثنا جعفر قال : حدثنا ، عن أبو عمران الجوني نافع الطاحي قال :
مررت بأبي ذر فقال لي : ممن أنت ؟ قلت : من أهل العراق . قال : أتعرف عبد الله بن عامر ؟ قلت : نعم . قال : فإنه كان يقرأ معي ويلزمني ، ثم طلب الإمارة ، فإذا قدمت البصرة فتراء له ، فإنه سيقول : لك حاجة ؟ فقل : أخلني وقل له : أنا رسول إليك ، وهو يقرئك السلام ويقول لك : إنا نأكل من التمر ، ونشرب من الماء ، [ ص: 314 ] ونعيش كما تعيش . فلما قدمت تراءيت له ، فقال : لك حاجة ؟ قلت : أخلني أصلحك الله . ففعل ، فقلت : أنا رسول أبي ذر إليك - فلما قلتها خشع قلبه - وهو يقرأ عليك السلام ويقول : إنا نأكل من التمر ، ونروى من الماء ، ونعيش كما تعيش . قال : فحل إزاره ثم أدخل رأسه في جيبه ثم بكى حتى ملأ جيبه بالبكاء . أبي ذر
توفي ابن عامر في هذه السنة ، فقال : بمن نفاخر ؟ ! بمن نباهي ! ؟ معاوية