ذكر الأحداث التي كانت بين نوح وإبراهيم عليهما السلام
فمن الأحداث: نوح الأرض : اقتسام أولاد
وقد ذكرنا أن يالغ بن عامر قسم الأرض ، فنزل بنو سام سرة الأرض ، وهو ما بين ساتيدما إلى البحر ، وما بين اليمن إلى الشام ، وجعل الله سبحانه فيهم النبوة والكتاب والجمال والأدمة والبياض ، ونزل بنو حام مجرى الجنوب والدبور ، وجعل الله فيهم أدمة وبياضا قليلا ورفع عنهم الطاعون . ونزل بنو يافث مجرى الشمال والصبا ، وفيهم الحمرة والشقرة ، وأخلى الله أرضهم فاشتد بردها ، وأخلى سماءهم ، فليس يجري فوقهم شيء من النجوم السبعة الجارية ، لأنهم صاروا تحت "بنات نعش" والجدي والفرقدين ، وابتلوا بالطاعون . ثم لحقت عاد بالشحر ، فعليه هلكوا بواد يقال له "مغيث" . [ ص: 251 ]
ولحقت عبل ، وهو عبل بن عوص بن آدم صنعاء قبل أن تسمى صنعاء ، ثم انحدر بعضهم إلى يثرب فأخرجوا منها عبل فنزلوا موضع الجحفة ، فأقبل سيل فاحتجفهم ، فذهب بهم فسميت الحجفة .
ولحقت ثمود بالحجر ، ولحقت طسم وجديس باليمامة ، ولحقت بنو يقطن بن عامر باليمن فسميت اليمن حيث تيامنوا إليها . ولحق قوم من بني كنعان بالشام فسميت الشام حيث تشاموا ، وكانت الشام يقال لها أرض كنعان .
وكانت العماليق في بلدان شتى ، وكان منهم بالمشرق إلى عمان ، وبالبحرين طائفة ، وكان بالشام ومصر ومكة والمدينة والحجاز ونجد منهم طائفة . والطائفة التي كانت منهم بالشام يقال لهم "الكنعانيون" وكانوا أصحاب أوثان يعبدونها ، وهم الجبابرة المعروفون .
والطائفة التي كانت بمصر يقال لهم "الفراعنة" ، ومنهم فرعون يوسف ، وكان اسمه الريان بن الوليد ، وفرعون موسى وكان اسمه وائل بن مصعب .
وكان بمكة أيضا طائفة منهم ، وكان سيدهم بكر بن معاوية ، وهو الذي نزل عليه وفد عاد حين ذهبوا يستسقون لعاد ، وكان معاوية هذا نازلا بظاهر مكة خارجا من الحرم ، وكان يتخذ منهم ناس يقال لهم: "بديل وراجل" . فكان بالمدينة منهم بنو حف وسعد بن هزان وبنو مطر وبنو الأرزن ، وكان ملك الحجاز منهم الملك الذي يدعى الأرقم ، وكان منزله تيماء ، وكانت منازلهم المدينة إلى تيماء وإلى فدك .