وفيها علقمة بن مجزز المدلجي إلى الحبشة في ربيع الآخر . سرية
وذلك أنه بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ناسا من الحبشة قد أتاهم أهل جدة ، فبعث إليهم علقمة في ثلاثمائة فهربوا منه ، فتعجل بعض القوم إلى أهلهم ، وكان فيمن تعجل فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم على من تعجل ، وكانت فيه دعابة ، فنزلوا ببعض الطريق وأوقدوا نارا ، فقال: عزمت عليكم إلا تواثبتم في هذه النار ، فهم بعضهم بذلك ، فقال: أنا كنت أضحك معكم ، فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال: "من أمركم بمعصية فلا تطيعوه" . [أخبرنا عبد الله بن حذافة ، أخبرنا ابن الحصين ، أخبرنا ابن المذهب ، أحمد بن جعفر ، حدثنا قال: حدثني عبد الله بن أحمد ، أبي ، حدثنا أبو معاوية ، حدثنا عن الأعمش ، سعد بن عبيدة] ، عن أبي عبد الرحمن السلمي ، عن رضي الله عنه ، قال: علي
قالوا: بلى ، قال: اجمعوا حطبا ، ثم دعا بنار فأضرمها فيه ، ثم قال: عزمت عليكم لتدخلنها . قال: فهم القوم بدخولها . قال: فقال لهم شاب [منهم] : إنما فررتم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من النار فلا تعجلوا حتى تلقوا النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن أمركم أن تدخلوها فادخلوها . قال: فرجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه ، فقال لهم: "لو دخلتموها ما خرجتم منها أبدا ، إنما الطاعة بالمعروف" . قال مؤلف الكتاب: أخرجاه في الصحيحين ، وهذا الأمير الذي قال لهم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية واستعمل عليهم رجلا من الأنصار ، [قال] : فلما [ ص: 360 ] خرجوا وجد عليهم في شيء ، فقال [لهم] : أليس قد أمركم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تطيعوني؟ وقول الراوي رجل من الأنصار غلط ، إنما هو من عبد الله بن حذافة ، بني سهم