3992 - أحمد بن إبراهيم ، أبو الوفاء الفيروزآبادي
: [ ص: 285 ]
وفيروزآباد أحد بلاد فارس ، سمع الحديث من أبي طاهر الباقلاوي ، وأبي الحسن الهكاري ، وخدم المشايخ المتصوفين ، وسكن رباط الزوزني المقابل لجامع المنصور ، وكانت أخلاقه لطيفة ، وكلامه مستحلى ، كان يحفظ من سير الصالحين وأخبارهم وأشعارهم الكثير ، وكان على طرائقهم في سماع الغناء والرقص وغير ذلك ، وكان يقول لشيخنا عبد الوهاب: إني لأدعو لك وقت السماع ، وكان شيخنا يتعجب ، ويقول: أليس هذا يعتقد أن ذلك وقت إجابة .
توفي أبو الوفاء ليلة الاثنين حادي عشر صفر هذه السنة ، وصلى عليه من الغد بجامع المنصور خلق كثير ، منهم أرباب الدولة ، وقاضي القضاة . ودفن على باب الرباط ، وعمل له يوم السبت ثالث عشر صفر دعوة عظيمة أنفق فيها مال بين جامع المنصور والرباط على عادة الصوفية إذا مات لهم ميت ، فاجتمع من المتصوفة والجند والعوام خلق كثير .
3993 - الحسن بن إبراهيم بن علي بن برهون ، أبو علي الفارقي :
من أهل ميافارقين ، ولد بها في سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة ، وتفقه بها على أبي عبد الله محمد بن بيان الكازروني ، وكان صاحب المحاملي ، فلما توفي الكازروني قصد في سنة ست وخمسين ، فتفقه عليه ، قال: أبا إسحاق الشيرازي
فنزلت في خان حذاء مسجد أبي إسحاق بباب المراتب ، وكان يسكنه أصحاب الشيخ ومن يتفقه عليه ، فإذا كثرنا كنا حوالي العشرين ، وإذا قل عددنا كنا حوالي العشرة ، وكان الشيخ أبو إسحاق يذكر التعليقة في أربع سنين فيصير المتفقه في هذه الأربع سنين فيها مستغنيا عن الجلوس بين يدي أحد ، وكان يذكر درسا بالغداء ودرسا بالعشي ، فلما كانت سنة ستين عبرت إلى الجانب الغربي إلى الشيخ أبي نصر بن وانظر ترجمته في: (البداية والنهاية ، وفيه: "أحمد بن علي بن إبراهيم" ، وشذرات الذهب ، وفيه: "أحمد بن علي الشيرازي" . [ ص: 286 ]
الصباغ قرأت عليه الشامل ، ثم عدت إلى الشيخ أبي إسحاق فلازمته إلى حين وفاته .
سمع أبو علي الحديث من أبي الغنائم ابن المأمون ، وأبي جعفر ابن المسلمة ، وأبي إسحاق ، وولي القضاء بواسط وأعمالها وسكنها إلى حين وفاته ، وكان زاهدا ورعا مهيبا ، لا يحابي أحدا في الحكومات ، وكان يتشاغل بإعادة العلم مع كبره ، وكان في آخر عمره يقول لأصحابه إذا حضروا الدرس: كررت البارحة الربع الفلاني من المهذب ، وكررت بارحة الأولى الربع الفلاني من الشامل ، وكانت حواسه صحاحا وعقله كاملا .
وتوفي بواسط في محرم هذه السنة ، وهو ابن ست وتسعين .
3994 - عبد الله بن محمد [بن أحمد بن الحسين ، أبو محمد] بن أبي بكر الشاشي :
ولد سنة إحدى وثمانين وأربعمائة ، وسمع أبا عبد الله بن طلحة النعالي وغيره ، وتفقه على أبيه وناظر وأفتى ، وكان فاضلا ظريف [الشمائل] مليح المحاورة حسن العبارة ، وحضرت مجلس وعظه ، وكان ينشئ الكلام المطابق المجانس ويقوله في المجلس ، سمعته يقول في مجلس وعظه: أين القدود العالية والخدود الوردية ، امتلأت بها العالية والوردية . وهذا اسم مقبرتين في نهر معلى . وحضر يوما آخر النهار في التاجية للوعظ ، وكان في السماء غير فارتجل في الطريق أبياتا وأنشدها في آخر المجلس ، وهي:
قضية أعجب بها قضيه جلوسنا الليلة في التاجيه والجو في حلته الفضيه
صقالها قعقعة رعديه [ ص: 287 ] أعلامها شعشعة برقيه
تنثر من أردانها العطريه ذائب در ينشر البريه
والشمس تبدو تارة جليه ثم تراها مرة خفيه
كأنها جارية حييه حتى إذا كانت لنا العشيه
نضت لباس الغيم بالكليه وأسفرت في الجهة الغربيه
صفراء في ملحفة ورسيه
ومن أشعاره:
الدمع دما يسيل من أجفاني إن عشت مع البكاء ما أجفاني
سجني شجني وهمتي سجاني والعاذل بالملام قد شجاني
والذكر لهم يزيد في أشجاني والنوح مع الحمام قد أشجاني
ضاقت ببعاد مهجتي أعطاني والبين يد الهموم قد أعطاني
3995 - عبد الله بن المبارك بن الحسن العكبري ، أبو محمد المقرئ ، ويعرف بابن نبال :
سمع أبا نصر الزينبي ، وأبا الغنائم بن أبي عثمان ، وعاصما وغيرهم ، وحدث وتفقه على أبي الوفاء بن عقيل ، وأبي سعد البرداني ، وكان صحيح السماع من أهل السنة ، وباع ملكا له واشترى كتاب الفنون وكتاب الفصول لابن عقيل ، ووقفهما على المسلمين .
وتوفي ليلة الثلاثاء الثاني والعشرين من جمادى الأولى ، ودفن بباب حرب .
3996 - عبد الخالق بن عبد الواسع بن عبد الهادي بن عبد الله ، أبو الفتوح ابن أبي رفاعة الأنصاري:
[ ص: 288 ]
جمع وحدث وكان جوادا ، حسن الأخلاق ، لطيف الشمائل ، روى عنه أشياخنا .
وتوفي في شعبان هذه السنة .