طغرل بن محمد وداود بن محمود] [الوقعة بين
وفي هذه السنة: كانت الوقعة بين طغرل بن محمد وبين داود بن محمود وآقسنقر الأحمديكي ، وكان الظفر فيها لطغرل بهمذان .
وفيها: أنوشروان بن خالد للمسترشد ، بعث إليه صاحب المخزن وزر ابن طلحة يقول له: إن أمير المؤمنين قد عول عليك في الوزارة ، فينبغي أن تسارع إلى ذلك ، فأخذ يعتذر ويقول قد عرف حالي ، وإني لما وزرت للسلطان محمود طلبت الإقالة وقد رضيت من الدنيا بمكاني هذا ، فقبل عني الأرض ، وسل لي الإعفاء ، فلم يعف ، فأجاب فعرضت عليه دار ابن صدقة فامتنع ، وقال: كان له علي حق ، وذلك أنه كان يصله كل سنة بمال كثير فاقتصر على دار ابن ودعة فعمرت ، وعاد دبيس بعد الهزيمة يلوذ ببلاده ، وجمع جميعا وكانت الحلة وأعمالها في يد إقبال المسترشدي ، وأمد بعسكر بغداد فهزم دبيس وحصل في أجمة فيها ماء وقصب ثلاثة أيام لا يطعم حتى أخرجه جماس على ظهره وخلصه ، ووصل الملك داود والأحمديكي إلى بغداد ، ووصل ولد منصور بن سيف الدولة يوم السبت ثالث عشرين شعبان في خمسين فارسا ، فلم يعلم به أحد حتى نزل ، وقبل عتبة باب النوبي وتمور على الصخرة ، وقال: أنا فلان بن فلان جئت إلى أمير المؤمنين فإما أن يلحقني بأبي فأستريح ، وإما أن يعفو عني ، [ ص: 272 ] فأنهى ذلك فعفي عنه ، وأعطي دارا وإصطبلا ودنانير .
وفي يوم الجمعة تاسع عشرين شعبان: شرف الدين ، وقبض معه على الحسين بن محمد ابن الوزان كاتب الزمام ، ووكل بالوزير قبض الخليفة على الوزير بباب الغربة وأخذ من بيته خمسا وسبعين قطعة فضة سوى المراكب ، ونيفا وثلاثين قطعة ذهب سوى المراكب ، ووجد في داره البدنة الحب التي أخذها دبيس من الأمير أبي الحسن لما أسره ومعضدة قيمتها مائة ألف دينار ، ونقل من الرحل والأثاث ثلاثة أيام ، ونحو خمسمائة رأس من خيل وإبل وبغال سوى ما ظهر من المال .
وفي آخر ذي القعدة: أخرج الوزير من الحبس وأخذ خطه بثلاثين ألفا .
قال شيخنا أبو الحسن: وأحضر نازح خادم خاتون المستظهرية فقيل له: أنت حافظ خاتون ، وقد قذفت بابن المهير ، فصفع وأخذت خيله وقريته ، وقتل ابن المهير ، وأظهر أنه هرب وأظهر أمرهما خدم ، فكوتب سنجر بذلك وحل إقطاعها وأقام معها في دارها من يحفظها إلى أن يأتي جواب المسترشد سنجر ، وأخذ إصطبل خيلها فبيع وعمر آدر وتألمت من ذلك وكتبت إلى سنجر ، فقيل إنه كتب إليها يعلمها بما يريد أن يفتك بالدولة ، فبعث فأخذ الكتاب منها وهيجه ذلك على الخروج إلى القتال . المسترشد