ثم دخلت سنة أربع وعشرين وخمسمائة
فمن الحوادث فيها:
ابن النرسي الحسبة] [ولاية
أنه في خامس المحرم ولي ابن النرسي الحسبة ، وعزل وظهرت منه زلات كثيرة ، وطولب بخمسمائة دينار . أبو عبد الله ابن الرطبي ،
قال شيخنا أبو الفضل بن ناصر: وكانت في [ليلة الجمعة] السادس عشر من ربيع الأول سنة أربع وعشرين ، وكان ذلك في آخر شباط ، وكنت في المسجد بين العشاءين فماجت الأرض مرارا كثيرة من اليمين عن القبلة إلى الشمال ، فلو دامت هلك الناس ، ووقعت دور كثيرة ومساكن في الجانب الشرقي والغربي ، ثم حدث موت زلزلة عظيمة هائلة محمود وفتن وحروب .
ووردت الأخبار في العشر الأخير من جمادى الأولى أنه الموصل فأمطر مطرا كثيرا . ارتفع سحاب عظيم ببلد
[هدم تاج الخليفة على دجلة]
وفي هذه السنة: أمر بهدم تاج الخليفة على دجلة لأنه أشرف على الوقوع ، فلما نقض وجد في أعلاه في الركن الشمالي مصحف جامع قد جعل في غلاف من ساج ولبس بصحائف الرصاص في رق بخط كوفي ، فلم يعلم لذلك معنى إلا أن يكون للتبرك به ، ثم أعيد بناء التاج في تمام السنة . [ ص: 257 ]
ووصل الخبر بكسر الإفرنج من دمشق ، وأنه قتل في تلك الوقعة عشرة آلاف نفس ولم يفلت منهم سوى أربعين نفرا .
ووصل الخبر بأن مصر الآمر بأمر الله قتل فوثب عليه غلام له أرمني ، فملك خليفة القاهرة وفرق على من تبعه من العسكر مالا عظيما ، وأراد أن يتأمر على العسكر فخالفوه ومضوا إلى ابن الأفضل الذي كان خليفة قبل المقتول فعاهدوه ، وخرج فقصد القاهرة فقتلوا الغلام الذي في القاهرة ، ونهبت ثلاثة أيام وملك ابن الأفضل .