ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
3863 - أحمد بن محمد ، أبو العباس الهاشمي ، يعرف بابن الزوال العدل :
ولد يوم عرفة سنة [اثنتين و] أربعين ، وسمع أبا الحسين بن المهتدي ، وأبا جعفر بن المسلمة ، وأبا يعلى بن الفراء ، وغيرهم روى عنه شيوخنا ، وشهد عند وكان يسلك طريقة الزهد والتقشف . أبي عبد الله الدامغاني ،
وتوفي ليلة الخميس وقت العتمة تاسع عشرين محرم ، ودفن بمقبرة باب حرب .
3864 - أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد ، أبو منصور الحارثي:
ولد في ذي القعدة سنة سبع وثلاثين وأربعمائة ، وسمع من جماعة ، وروى عنه شيخنا عمر بن محمد البسطامي ، وكان له فضل ، وتقدم ورياسة عريضة وجاه كثير ، وتوفي في محرم هذه السنة . [ ص: 165 ]
3865 - أحمد المستظهر بالله ، أمير المؤمنين ابن المقتدي :
بدأت به علة التراقي فمرض ثلاثة عشر يوما ، وتوفي ليلة الخميس سادس عشرين ربيع الآخر من هذه السنة وكانت مدة عمره إحدى وأربعين سنة وستة أشهر وسبعة أيام ، وكانت خلافته أربعا وعشرين سنة وثلاثة أشهر وأحد عشر يوما .
قال المصنف رحمه الله: ورأيت بخط شيخنا أبي بكر بن عبد الباقي قال: توفي نصف الليل ، وغسله المستظهر أبو الوفاء بن عقيل ، وابن السيبي ، وصلى عليه الإمام المسترشد بالله ، ودفن في الدار ، ثم أخرج في رمضان .
قال شيخنا أبو الحسن الزاغوني: إنما عجل إخراجه لأنه قيل إن رآه في المنام وهو يقول له: أخرجني من عندك وإلا أخذتك إلى عندي . المسترشد
3866 - أرجوان جارية الذخيرة ، أم المقتدي بأمر الله ، تدعى قرة العين:
كانت جارية أرمنية ، وكان لها بر ومعروف ، وحجت ثلاث حجج أدركت خلافة ابنها وخلافة ابنه المقتدي وخلافة ابنه المستظهر ، ورأت المسترشد ولدا وتوفيت في هذه السنة . للمسترشد
3867 - بن جعفر بن عبد الله بن جعفر بن جابر بن عبد الله الأنصاري ، أبو الفضل الزرنجري بكر بن محمد بن علي بن الفضل بن الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن إسحاق بن عثمان :
وزرنجر قرية من قرى بخارى على خمسة فراسخ منها ، سمع الحديث الكثير من [ ص: 166 ] جماعة يكثر عددهم ، وتفرد بالرواية عن جماعة منهم لم يحدث عنهم ، وتفقه على أبي محمد عبد العزيز بن أحمد الحلواني ، وبرع في الفقه ، فكان يضرب به المثل .
وحفظ مذهب ويقولون: هو أبي حنيفة ، الصغير ، ومتى طلب المتفقه منه الدرس ألقى عليه من أي موضع أراد من غير مطالعة ولا مراجعة لكتاب ، وكان الفقهاء إذا أشكل عليهم شيء رجعوا إليه وحكموا بقوله ونقله ، وسئل يوما عن مسألة فقال: أبو حنيفة
كررت هذه المسألة ليلة في برج من حصن بخارى أربعمائة مرة .
وتوفي في شعبان هذه السنة ببخارى .
3868 - الحسين بن محمد بن علي بن الحسن [بن محمد] بن عبد الوهاب ، أبو طالب الزينبي:
ولد في سنة عشرين وأربعمائة ، وقرأ القرآن على أبي الحسين بن البروي وسمع من أبي طالب بن غيلان ، وأبي القاسم التنوخي ، وأبي الحسين بن المهتدي وغيرهم . وانفرد في بغداد برواية الصحيح عن كريمة ، وتفقه على وبرع في الفقه وأفتى ودرس ، وانتهت إليه رياسة أصحاب أبي عبد الله الدامغاني ، أبي حنيفة ببغداد ، ولقب نور الهدى ولم يزل واليا للمدرسة التي بناها شرف الملك أبو سعد تدريسا ، ونظرا ، وترسل إلى ملوك الأطراف من البلاد من قبل الخليفة وولي نقابة الطالبيين والعباسيين ، وكان شريف النفس ، كثير العلم ، غزير الدين ، فبقي في النقابة شهورا ثم حمل إليه هاشمي قد جنى جناية تقتضي معاقبته ، فقال ما يحتمل قلبي أن [ ص: 167 ] أسمع المعاقبين وما أراهم ، فاستعفى فأعفي واستحضر أخوه طراد من الكوفة ، وكان نقيبها فولي النقابة على العباسيين .
وتوفي يوم الاثنين حادي عشر صفر هذه السنة ، وصلى عليه ابنه أبو القاسم علي ، وحضره الأعيان وأرباب الدولة والعلماء ، وحمل إلى مقبرة فدفن داخل القبة ، ومات عن اثنتين وتسعين سنة ، قال أبي حنيفة ، ابن عقيل: كان نور الهدي يقول: بلغ أبي العلم إلى ما لا أبلغه من العلم .