ثم دخلت سنة ست وخمسمائة
فمن الحوادث فيها:
أن أبا علي المغربي كان من الزهاد معروفا بين الصوفية بالزهادة والقناعة ، كان يأتيه كل يوم روزجاري برغيفين من كد يده فيأكلهما ، ثم عن له أن يشتغل بصنعة الكيمياء فأخذ إلى دار الخلافة وانقطع خبره .
[جلوس ابن الطبري مدرسا بالنظامية]
وفي جمادى الآخرة: جلس ابن الطبري بالنظامية مدرسا ، وعزل الشاشي .
[دخول يوسف بن أيوب الهمذاني الواعظ إلى بغداد]
ومن الحوادث: دخول يوسف بن أيوب الهمذاني الواعظ إلى بغداد ، وكان قد دخلها بعد الستين والأربعمائة ، فتفقه على الشيخ أبي إسحاق حتى برع في الفقه ، ثم عاد إلى مرو فاشتغل بالتعبد ، واجتمع في رباطه خلق زائد عن الحد من المنقطعين إلى الله تعالى ، وعاد إلى بغداد في هذه السنة فوعظ بها ، فوقع له القبول ، وقام إليه رجل متفقه يقال له ابن السقاء ، فآذاه في مسألة ، فقال له: اجلس فإني أجد من كلامك رائحة الكفر ، ولعلك تموت على غير دين الإسلام ، فاتفق بعد مديدة أن ابن السقاء خرج إلى بلاد الروم وتنصر ، وقام إليه ابنا أبي بكر الشاشي ، فقالا له: إن كنت تتكلم على مذهب وإلا فلا تتكلم ، فقال: اجلسا لا متعكما الله بشبابكما ، فماتا ولم يبلغا الشيخوخة . الأشعري
[ ص: 129 ]
قال المصنف: ورأيت بخط شيخنا أبي بكر بن عبد الباقي البزاز ، قال: في يوم الخميس ثالث عشر ذي القعدة من سنة ست وخمسمائة سمع صوت هدة عظيمة في أقطار بغداد بالجانبين الشرقي والغربي ، وسمعت أنا صوتها وأنا جالس في المارستان حتى ظننت أنه صوت حائط قد ذهب بالقرب منا ، ولم يعلم ما هو ، ولم يكن في السماء غيم ، فيقال: صوت رعد .