ثم دخلت سنة أربع وخمسمائة
فمن الحوادث فيها:
[وصول الخبر بأن الإفرنج ملكوا الشام]
أنه وصل الخبر بأن الإفرنج ملكوا الشام ، فقام التجار فمنعوا الخطبة في جامع السلطان ، فقال السلطان: لا تعارضوهم ، وبعث عبيدا ومعهم ولد للسلطان .
وخرج شيخنا أبو الحسن الزاغوني إلى الغزاة ، ورافقه جماعة ، فبلغني أنهم ساروا إلى بعض الأماكن ورجعوا .
[جلوس ابن الشجري في حلقة النحويين]
وجلس الشريف أبو السعادات ابن الشجري في حلقة النحويين بجامع المنصور ، وحضر عنده الأكابر .
وخرج زين الإسلام أبو سعد الهروي لاستدعاء خاتون بنت ملك شاه زوجة الخليفة فدخلت المستظهر ، بغداد يوم السبت ثامن عشرين رجب من هذه السنة ، ونزلت بدار المملكة عند أخيها السلطان محمد ، وزينت بغداد ، ونقل جهازها في رمضان ، فكان على مائة واثنين وستين جملا وسبعة وعشرين بغلا ، وجاءت النجائب والمهور والجواري المزينات ، وغلقت الأسواق ، ونصبت القباب ، وتشاغل الناس بالفرح ، وكان الزفاف في ليلة العاشر من رمضان .
وجلس أبو بكر الشاشي يدرس في [المدرسة] النظامية في شعبان ، وحضر عنده وزير السلطان وأرباب الدولة .
[ ص: 121 ]
ووصل إلى بغداد حاج خراسان ، ثم رحلوا إلى الكوفة ، فقيل لهم: إن الطريق ليس بها ماء ، فعادوا ولم يحج منهم أحد .