[قصد بركيارق خوزستان]
وفي هذه السنة: قصد بركيارق خوزستان ، وانضم إليه أولاد برسق ، وكان أمير آخر قد مات ، وانضم إليه عسكره مع إياز ، فتوجه إياز من همذان بعسكره ، واتصل ببركيارق ، وسار طالبا لأخيه محمد ، فالتقيا وعلى ميمنة بركيارق إياز ، وعلى الميسرة أولاد برسق ، فانهزمت طلائع محمد ، ورجعت إلى القلب ، فانهزم السلطان محمد ورجع [ ص: 66 ] مؤيد الملك ، وهرب ، فأدركه غلمان بركيارق فأسروه فقتل .
وخرج الزعيم متنكرا فقصد حلة سيف الدولة . ابن جهير
[فتح الخليفة جامع القصر]
وفي رمضان هذه السنة: تقدم الخليفة بفتح جامع القصر ، وأن يصلى فيه [صلاة] التراويح ، ولم تكن العادة جارية بذلك ، ورتب [فيه] للإمامة أبو الفضل محمد بن أبي جعفر عبد الله بن أحمد بن المهتدي ، وأمر بالجهر بالبسملة والقنوت على مذهب وبيض الجامع ، وعمر وكسي ، وحملت إليه الأضواء ، وأمر المحتسب أن ينهى النساء عن الخروج ليلا للتفرج . الشافعي ،
[أرسل السلطان محمد إلى أخيه سنجر يلتمس مالا]
وفي هذه السنة: أرسل السلطان محمد إلى أخيه سنجر يلتمس منه مالا وكسوة ، فوقع التقسيط بذلك على أهل نيسابور الكبار والصغار والضعفاء ، حتى جبيت الحمامات والخانات ، وترددت الرسل بينهما ، فوقع الصلح ، وسارا وقد بلغهما تفرق العساكر عن بركيارق ، فلما وصلا إلى دامغان [أخربوها فعفت] ، وأخربوا ما أتوا عليه من البلاد ، وعم الغلاء تلك الأصقاع حتى شوهد رجل يأكل كلبا مشويا في الجامع ، وإنسان يطاف به في الأسواق وفي عنقه [يد] صبي قد ذبحه وأكله .
[مضى بركيارق إلى بغداد]
ومضى بركيارق إلى بغداد ومعه الأمير إياز ، فوصل إلى بغداد في خمسة آلاف فارس ، وخرج الموكب لتلقيه ، ثم دخل بعده ولده ملك شاه بن بركيارق ، فاستقبله أهل المناصب من النهروان ، وحمل إليه من دار الخلافة تعويذ من ذهب ، فيه مصحف جامع ، فعلق عليه ، وكان عمره سنة وشهورا .