[قطع خطبة السلطان بركيارق وإعادة خطبة السلطان محمد]
وفي يوم الجمعة رابع عشر رجب: قطعت خطبة السلطان بركيارق وأعيدت خطبة السلطان محمد .
[ ص: 54 ]
[زيادة أمر العيارين]
وفي شعبان: زاد أمر العيارين بالجانب الغربي حتى أخذوا عيبتين ثيابا لقاضي القضاة أبي عبد الله الدامغاني فلم يردوهما إلا بعد تعب .
وتقدم الخليفة إلى الأمير يمن بتهذيب البلد ، فعبر الأمير في ثالث عشرين شعبان ، فأخذ جماعة منهم فقتلهم .
ومن عجيب ما اتفق: أن رجلا من العيارين أعور هرب ، وأخذ على رأسه سلة فيها خزف ، ولبس جبة صوف ، وخرج قاصدا للدجيل ليخفي حاله ، فاتفق أن خادما للخليفة خرج ليتصيد ، فكان يتطير بالعور ، فلقيه أعوران فتطير بهما ، فرأى غلمانه هذا العيار ، فصاحوا به ونادوا أستاذهم ليقولوا له: هذا ثالث ، فظن العيار أنهم قد عرفوه ، فدخل مزرعة ، فارتابوا بهربته وجدوا في طلبه ، فأخذوه ومعه سيف تحت ثيابه ، فبحثوا عن حاله فعرفوه فقتلوه .
[كثرة الجرف بالعراق]
وفي آخر شعبان: كثر الجرف بالعراق والوباء ، وامتنع القطر ، وزاد المرض ، وعدمت الأدوية والعقاقير ، ورئي نعش عليه ستة موتى ، ثم حفر لهم زبية ، فألقوا فيها .
[حريق بخرابة ابن جردة]
وفي هذا الشهر: وقع حريق بخرابة ابن جردة ، فهلك معظمها ، وكانت الريح عاصفة فأطارت شرارة فأحرقت دارا برحبة الجامع ، وأخرى فأحرقت ستارة دار الوزير بباب العامة .
[القبض على الوزير عميد الدولة]
وفي رمضان: قبض على الوزير عميد الدولة ، وعلى إخوته زعيم الرؤساء أبي القاسم وأبي البركات بن جهير الملقب بالكافي ، راسله الخليفة بأبي نصر بن رئيس الرؤساء ، ويمن ، فلما خرج من الديوان معهما قدم عليه المركوب ، وقد أحسن بما يراد منه ، فقال: أنا أساويكما في المشي .
[قتل شحنة أصبهان]
وفي ليلة السابع والعشرين من رمضان: قتل شحنة أصبهان في دار السلطان محمد ، قتله باطني ، وقد كان يتحرز منهم ويلبس درعا تحت ثيابه ، فأغفل تلك الليلة [ ص: 55 ] لبس الدرع ، وخرج إلى دار السلطان ، فضربه الباطني بسكين في خاصرته ، وقتل معه اثنين ، ومات في تلك الليلة جماعة من ولد هذا الشحنة ، فأخرج من داره خمس جنائز .
[قتل أمير بالري]
وفي ذي الحجة: قتل أمير بالري ، قتله باطني ، فحمل الباطني إلى فخر الملك بن نظام الملك فقال له: ويحك! أما تستحي؟! هتكت حرمتي وأذهبت حشمتي ، وقتلته في داري . فقال الباطني: العجب منك [أنك] تذكر أن لك حرمة مهتوكة ، أو دارا مملوكة ، أو حشمة تمنع من الدماء المسفوكة ، أوما تعلم أننا قد أنفذنا إلى ستة نفر ، أحدهم أخوك وفلان وفلان ، فقال له: وأنا في جملتهم؟ فقال: أنت أقل من أن تذكر أو أن تدنس نفوسنا بقتلك . فعذب على أن يقر من أمره بذلك ، فلم يقر ، فقتله .
وفي هذه السنة: خرج من الإفرنج ثلاثمائة ألف فهزمهم المسلمون وقتلوهم ، فلم يسلم منهم سوى ثلاثة آلاف هربوا ليلا ، وباقي الفل هربوا مجروحين .