ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
3683 - أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف ، أبو الحسين المحدث الزاهد:
[ ص: 49 ]
ولد سنة اثنتي عشرة وأربعمائة ، وسافر الكثير ، ووصل إلى بلاد المغرب ، وسمع الحديث الكثير من ابن بشران ، وابن شاذان ، وخلق كثير ، وحدثنا عنه أشياخنا . وتوفي في شعبان ، ودفن في مقابر الشهداء .
3684 - إبراهيم بن مسعود بن محمود بن سبكتكين:
قد ذكرنا حالة في أيام محمود بن سبكتكين ولما مات ملك مكانه ابنه القادر بالله ، مسعود ، ثم أخذ واعتقل ، وآل الأمر إلى إبراهيم ، فملك .
فحكى أبو الحسن الطبري الفقيه الملقب بإلكيا قال: أرسلني إليه السلطان بركيارق ، فرأيت في مملكته ما لا يتأتى وصفه ، فدخلت عليه وهو جالس في طارمة عظيمة بقدر رواق المدرسة النظامية ، وباب فضة بيضاء بطول قامة الرجل وفوق ذلك إلى السقف صفائح الذهب الأحمر ، وعلى باب الطارمة الستور التنيسي ، وللمكان شعاع يأخذ بالبصر عند طلوع الشمس عليه ، وكان تحته سرير ملبس بصفائح الذهب ، وحواليه التماثيل المرصعة من الجوهر واليواقيت ، فسلمت عليه ، وتركت بين يديه هدية كانت معي ، فقال: نتبرك بما يهديه العلماء .
ثم أمر خادمه أن يطوف بي في داره ، فدخلنا إلى خركاه عظيمة قد ألبست قوائمها من الذهب ، وفيها من الجواهر واليواقيت شيء كثير ، وفي وسطها سرير من العود الهندي ، وتمثال طيور بحركات ، إذا جلس الملك صفقت بأجنحتها ، إلى غير ذلك من العجائب .
فلما عدت رويت له الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم: فبكى . قال: وبلغني أنه كان لا يبني لنفسه منزلا حتى يبني لله مسجدا أو مدرسة . "لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا" .
توفي في رجب هذه السنة ، وقد جاوز السبعين ، وملك فيها اثنتين وأربعين سنة .
[ ص: 50 ]
3685 - أتز الأمير:
كان السلطان بركيارق قد ولاه فارس جميعها ، ثم ولاه إمارة العراق ، وانتدب لقتال الباطنية ، ثم عزم على ترك بركيارق وطاعة السلطان محمد ، وكان إقطاعه يزيد على عشرة آلاف ألف دينار ، فجلس ليلة على طبقة فهجم عليه ثلاثة نفر من الأتراك المولدين بخوارزم ، وكانوا قد دخلوا في حيلة ، فصدم أحدهم المشعل فرمى به ، وصدم الآخر شمعة فأطفأها ، وجذب الآخر سكينين فقتله بهما ، فأفلت اثنان وقتل الثالث ، ونهب ماله ، وحمل إلى داره بأصبهان ، فدفن بها .
3686 - بركة بن أحمد [بن عبد الله] ، أبو غالب الواسطي:
ولد سنة عشر وأربعمائة ، وسمع أبا القاسم بن بشران ، وأبا عبد الله المحاملي ، حدث عنه شيخنا عبد الوهاب وأثنى عليه ، وكان ثقة .
وتوفي يوم الاثنين ثالث عشر ذي الحجة ، ودفن بمقبرة الشونيزية .
3687 - عبد الباقي بن يوسف بن علي بن صالح ، أبو تراب المراغي:
ولد سنة ثلاث وأربعمائة ، سمع ببغداد أبا القاسم بن بشران ، وأبا علي بن شاذان ، وأبا محمد السكري ، وأبا علي ابن المذهب ، وأبا بكر بن بشران ، وأبا محمد الجوهري ، وتفقه عليه ، وسمع وأبا الطيب الطبري ، بالموصل وبأصبهان ونيسابور ونزلها ، وتشاغل بالتدريس والمناظرة والفتوى ، وكان يقول: أحفظ أربعة آلاف مسألة في الخلاف ، وأحفظ الكلام فيها ، ويمكنني أن أناظر في جميعها . وكان يحفظ من الحكايات والأشعار والملح الكثير ، وكان صبورا على الكفاف ، معرضا عن كسب الدنيا [ ص: 51 ] على طريق السلف ، بعث إليه منشور بقضاء همذان فقال: أنا في انتظار المنشور من الله تعالى على يدي ملك الموت ، وقدومي الآخرة أليق من منشور القضاء بهمذان ، وقعودي في هذا المسجد ساعة على فراغ القلب أحب إلي من علم الثقلين .
توفي في ذي القعدة من هذه السنة عن ثلاث وتسعين سنة .
3688 - علي بن الحسين بن علي بن أيوب ، أبو الحسن البزاز:
ولد سنة عشر وأربعمائة في شوال ، وسمع أبا علي بن شاذان ، وأبا محمد الخلال ، وأبا العلاء الواسطي ، حدثنا عنه أشياخنا . توفي يوم عرفة ، ودفن في مقبرة جامع المنصور .
[ ص: 52 ]