وفي هذه السنة : لشرف الدولة مسلم بن قريش عليه الحمام فخنقاه [وأدركه أصحابه وقد شارف الموت ، فنجا] وقتل الخادمان . دخل خادمان
وذكر محمد بن عبد الملك أن خادما واحدا وثب في الحمام فخنقه وسمعت زوجته الصراخ فبادرت إلى الحمام ، فوجدته مغلقا فكسرت الباب ، فخرج خادم فقال: إن هذا الأمير يراودني على نفسي ، ويطلب مني الفاحشة ، وأنا آبى ذلك . فخرج [ ص: 218 ] فركب فرسا فدخلت إليه فرأته تالفا ، ثم ظفر بالخادم بعد [مغضبة] أيام ، فجيء به إلى شرف الدولة فقطع لسانه وقتله .
وورد في هذه السنة من واسط خبر عجيب ، جاء به كتاب ابن وهبان الواسطي:
يذكر قصة عجيبة وهي: أن امرأة عندهم في نهر الفصيلي أصابها الجذام حتى أسقط أنفها وشفتيها وأصابع يديها ورجليها ، وجافت ريحها ، وتأذى أهلها بها ، فأخرجها زوجها وولدها إلى ظاهر المحلة على شوط منها ، وعملوا لها كوخا فكانت فيه ، ولا يمكن الاجتياز بها من نتن ريحها ، وإنما كان ولدها يأتيها برغيفين يرميهما إليها ، فجاء يوما فقالت له: يا بني ، بالله قف حتى أبصرك وجئني بجرعة ماء أشربها . فلم يفعل وهرب .
وكان قريبا من الموضع جوبة ماء الكتان ، فحملها العطش على قصدها ، فتحاملت فوقعت عندها فأغمي عليها ، فذكرت بعد إفاقتها أنها رأت رجلين وامرأتين جلوسا عندها فأخرجوا لها قرصين عليهما ورقة خضراء ، وجاءوها بكراز فيه ماء وقالوا لها: كلي من هذا الخبز واشربي من هذا الماء . قالت: فكل ما أكلت عاد القرص كما كان إلى أن شبعت ، وشربت من الكراز ماء لم أشرب قط ألذ منه . فقلت: يا سادتي ، من أنتم؟ فقال أحدهم: أنا وهذا الحسن ، وهذه الحسين ، خديجة الكبرى ، وهذه فاطمة الزهراء ، ثم أمر يده على صدري ووجهي ، الحسن يده على ظهري ، فعادت شفتاي وأنفي ونبتت أصابعي ، وأقاموني فسقط مني نحو ثلاثين كهيئة صدف السمك ، فأقبل الناس من البلاد لمشاهدتها والتبرك بها . والحسين