3433 - أحمد بن محمد بن أحمد ، أبو الحسن السمناني القاضي ، حمو قاضي القضاة أبي عبد الله الدامغاني .
[ ص: 158 ]
ولد في شعبان سنة أربع وثمانين وثلاثمائة بسمنان ، وقدم بغداد ، وسمع بها من أبي أحمد الفرضي ، وأبي عمر بن مهدي وغيرهما . روى عنه أشياخنا وكان ثقة ، صاهره على ابنته ، وولاه نيابة القضاء ، فقلد قطعة من السواد ، وقضاء أبو عبد الله الدامغاني باب الطاق ، وكان نبيلا من ذوي الهيئات ، وكان أشعريا ، وهذا مما يستظرف أن يكون الحنفي أشعريا . وتوفي يوم الاثنين تاسع عشر جمادى الأولى ، ودفن بداره بنهر القلائين ، وجلس قاضي القضاة للعزاء به ، ثم نقل إلى الخيزرانية .
3434 - إبراهيم بن محمد بن محمد بن أحمد ، أبو علي [العلوي من أولاد زيد بن علي .
سمع الحديث ، وقرأ اللغة والأدب ، وسافر إلى الأقطار ، ونفق على أهل مصر ، وحصل له من المستنصر خمسة آلاف مصرية ، ومرض مدة بدمشق فبكى وقال:
أشتهي أموت بالكوفة حتى إذا نشرت يوم القيامة أخرجت رأسي من التراب فرأيت ابن عمي ووجوها أعرفها . فعوفي وعاد إلى الكوفة ، فمات بها في هذه السنة .
وله شعر حسن فمنه قوله:
[راخ لها زمامها والأنسعا ورم بها من العلى شسعا وارحل بها مغتربا عن العدى
توطئك عن أرض العدا متسعا] يا رائد الظعن بأكناف الحمى
بلغ سلامي إن وصلت لعلعا وحي خدرا بأثيلات الحمى
عهدت فيها قمرا مبرقعا ماذا عليها لو رثت لساهر
لولا انتظار طيفها ما هجعا
[ ص: 159 ]
سمع أبا القاسم الحمامي ، والخرقي ، وابن بشران ، وأبا الحسن بن البادا ، وابن مخلد ، وابن الروزبهان ، والرازي ، وسمع وأبا علي بن شاذان ، بدمشق وغيرها من جماعة ، روى عنه وكان من المكثرين في الحديث كتابة وسماعا ، ومن المعنيين به من صدق وأمانة ، وصحة استقامة ، وسلامة مذهب ، ودرس القرآن . أبو بكر الخطيب ،
وتوفي في جمادى الآخرة من هذه السنة .
3436 - علي بن الحسين بن عبد الرحيم ، أبو الحسن .
مات بالنيل فجاءة بشرقة ، وقد عبر السبعين .
3437 - محمد بن إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن جعفر ، أبو بكر القطان الأصبهاني الحافظ .
مستملي أبي نعيم . سمع الكثير بالبلاد ، وورد بغداد أيام أبي علي بن شاذان ، وكتب عنه ، وعلق عنه حديثا واحدا ، وهو عظيم الشأن عند أهل بلده ، ثقة ، وكان يملي من حفظه ، وتوفي أبو بكر الخطيب بأصبهان في هذه السنة .
3438 - محمد بن عبيد الله بن أحمد بن محمد بن أبي الرعد الحنفي أبو نصر قاضي عكبرا .
سمع أبا أحمد الفرضي ، توفي يوم الجمعة ثالث ربيع الآخر من هذه السنة . وأبا عمر بن مهدي .
3439 - الماوردية
ذكرها هلال بن المحسن في تاريخه قال: كانت الماوردية عجوزا صالحة بالبصرة .
[ ص: 160 ]
قاربت ثمانين سنة ، بقيت منها خمسين سنة لا تفطر ، ولا تنام بالليل ، ولا تأكل خبزا ولا رطبا ولا تمرا ، وإنما يطحن [لها] قلى فتخبز منه خبزا فتقتات به ، وتأكل التين اليابس دون الرطب ، وتنال من الزبيب والعنب واللحم شيئا يسيرا ، وكانت تكتب وتقرأ وتعظ الناس ، وكانت كثيرة الخير ، توفيت بالبصرة في هذه السنة ، وتبع جنازتها أكثر الناس ، ودفنت خارج البلد عند قبور الصالحين .
[ ص: 161 ]