[عقد السلطان على السيدة بنت الخليفة]
وفي يوم الخميس ثالث عشر شعبان: كان العقد للسلطان على السيدة بنت الخليفة بظاهر تبريز ، فكتب ابن المحلبان إلى الخليفة يخبره أنه عمل سماطا عظيما ، وأنه قرأ نسخة التوقيع الشريف إلى السلطان على الناس والسلطان حاضر ، وأنه سلم الوكالة إلى عميد الملك فقبلها ، ورفع يده بها إلى السلطان ، فقام عند مشاهدتها وقبلها وقبل الأرض ودعا ، ثم أعادها إلى عميد الملك فقرأها ، وقد رسم فيها تعيين المهر ، وهو: أربعمائة ألف دينار ، فارتفعت الأصوات بالدعاء للخليفة ، وعقد العقد ، ونثر الذهب واللؤلؤ ، وتكلم السلطان بما معناه الشكر والدعاء ، وأنه المملوك القن الذي قد سلم نفسه ورقه وما حوته يده وما يكسبه باقي عمره إلى الخدمة الشريفة .
ونفذ في شوال خدمة للديوان العزيز تشتمل على ثلاثين غلاما أتراكا على ثلاثين فرسا ، وخادمين ، وفرس بمركب وسرج من ذهب مرصع بالجواهر الثمينة ، وعشرة آلاف دينار للخليفة ، وعشرة آلاف دينار لكريمته ، وعقد جوهر فيه نيف وثلاثون حبة في كل حبة مثقال ، وجميع ما كان لخاتون المتوفاة من الأقطاع بالعراق ، وثلاثة آلاف دينار [ ص: 76 ] لوالدتها ، وخمسة آلاف للأمير عدة الدين ، فتولت أرسلان خاتون تسليم ذلك .
ووردت الكتب في ذي القعدة بتوجيه السلطان إلى بغداد .
وفي ذي الحجة: كثر الإرجاف بالسلطان ووفاته ، واختلط الناس إلى أن جاءت البشارة بعد أيام بسلامته من مرض شديد . طغرلبك
وفي هذه السنة: بالبصرة كل ألف رطل تمر بثمانية قراريط . عم الرخص جميع الأصقاع ، وبيع
وفيها: أبو الفتح محمد بن منصور بن دارست عن وزارة القائم ، وأقبل عزل أبو منصور محمد بن محمد بن جهير من ميافارقين وقد سفر له في الوزارة تقلدها ، ولقب فخر الدولة شرف الوزراء .