أبي محمد الحسن بن عبد الرحمن بمصر] [قبض على
وفي ذي الحجة من هذه السنة: قبض على أبي محمد الحسن بن عبد الرحمن اليازوري بمصر ، وعلى ثمانين من أصحابه ، وقررت عليه أموال عظيمة . وكتب خطه بثلاثة آلاف ألف دينار ، وأخذ من المختصين به ألوف ، وكان في ابتداء أمره قد حج وأتى المدينة ، وزار رسول الله صلى الله عليه وسلم فسقط على منكبه قطعة من الخلوق ، فقال أحد القوام: أيها الشيخ ، أبشرك بأمر ولي الحباء والكرامة إذا بلغت إليه ، أعلمك أنك تلي ولاية عظيمة ، وهذا الخلوق الذي وقع عليك شاهدها ، وهو دليل على علو منزلة من يسقط عليه .
فضمن له ما طلبه ، فلم يحل الحول حتى ولي الوزارة ، وأحسن إلى الرجل ، وتفقد [ ص: 22 ] الحرمين أحسن تفقد ، وكان من أصحاب وكان أبي حنيفة ، أبو يوسف القزويني يحكي سيرته ، ونفاق أهل العلم عليه ، وقال: إنه التقاني يوما وقد توجه إلى ديوانه ، فلما رآني وقف ووقف الناس لأجله ، وقال لي: إلى أين؟ فقلت: قصدتك لحوائج كلفني أقوام قضاءها . فقال: لا أبرح من مكاني حتى تذكرها . فجعلت أذكر له حاجة حاجة ، وهو يقول: نعم وكرامة ، حتى قال في الحاجة الأخيرة: السمع والطاعة ، ثم انفرد أمير كان معه بعد انصرافه فقال له: أي شيء أنت؟ فقلت: أنا لا شيء . فقال: لا شيء! يقول له الوزير: السمع والطاعة؟! فقال: أنا من أهل العلم . فقال: استكثر مما معك ، فإنه إذا كان في شخص أطاعته الملوك .