ثم دخلت سنة ثمان وعشرين وأربعمائة
فمن الحوادث فيها:
أن الخليفة خلع على أبي تمام محمد بن محمد بن علي الزينبي وقلده ما كان إلى أبيه أبي الحسن من نقابة العباسيين والصلاة .
ثم تجدد شغب من الجند على جلال الدولة ، ثم آل الأمر في هذه السنة إلى أن قطعوا خطبته وخطبوا للملك كاليجار ، ثم عادوا وخطبوا لهما ثم صلحت حال جلال الدولة وحلف الخليفة له وقبض على ابن ماكولا ، ووزر أبو المعالي بن عبد الرحيم .
وفي ربيع الآخر: ورد كتاب من فم الصلح ذكر فيه أن قوما من أهل الجبل وردوا وحكوا أنهم مطروا مطرا كثيرا في أثنائه سمك وزن بعضه رطل ورطلان .
وكان صاحب مصر قد بعث مالا لينفقه على نهر بالكوفة فجاء أهل الكوفة يستأذنون الخليفة ، فجمع الفقهاء لذلك في جمادى الآخرة ، فقالوا: هذا مال من فيء المسلمين وصرفه في مصالحهم صواب فأذن في ذلك .
وفي ليلة السبت لتسع بقين من جمادى الآخرة: ثار جماعة من العيارين فكبسوا الحبس بالشرقية وقتلوا بضعة عشر نفسا من رجالة المعونة ، ثم عادوا في ذي الحجة ، [ ص: 257 ] فكثروا وأخذوا بغال السقاءين وثياب القصارين وانبسطوا انبساطا زائدا عن الحد .