3149 - أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الصمد بن المهتدي بالله ، أبو عبد الله الشاهد
: [ ص: 185 ]
خطب في جامع المنصور في سنة ست وثمانين وثلاثمائة ، وكان يخطب خطبة واحدة كل جمعة لا يغيرها ، وإذا سمعها منه الناس ضجوا بالبكاء وخشعوا لصوته .
توفي في هذه السنة .
3150 - الحسين بن علي بن الحسين ، أبو القاسم المغربي الوزير :
ولد بمصر في ذي الحجة سنة سبعين وثلاثمائة وهرب منها حين قتل صاحبها أباه وعمه ، وقصد مكة ثم الشام ثم بغداد فوزر بعد لمشرف الدولة أبي علي الرخجي ، وكان كاتبا عالما يقول الشعر الحسن ، ثم وزر بعد ذلك لابن مروان بديار بكر ومات عنده ، قال أبو غالب بن بشران الواسطي : رويت له أن بعض الحكماء قال لبنيه : تعلموا العلم فلأن يذم الزمان لكم خير من أن يذم بكم ، ففكر ساعة وكتب :
ولقد بلوت الدهر أعجم صرفه فأطاع لي عصيانه ولسانه ووجدت عقل المرء قيمة نفسه
وبجده جدواه ، أو حرمانه فإذا جفاه المجد عيبت نفسه
وإذا جفاه الجد عيب زمانه
وما ظبية أدماء تحنو على الطلا ترى الإنس وحشا وهي تأنس بالوحش
غدت فارتعت ثم انثنت لرضاعه فلم تلق شيئا من قوائمه الحمش
فطافت بذاك القاع ولهى فصادفت سباع الفلا ينهشنه أي ما نهش
بأوجع مني يوم ظلت أنامل تودعني بالدر من شبك النقش
وأجمالهم تمشي وقد خيل الهوى كأن مطاياهم على ناظري تمشي
وأعجب ما في الأمر إن عشت بعدهم على أنهم ما خلفوا في من بطش
إذا شئت أن تحيا غنيا فلا تكن بمنزلة إلا رضيت بدونها
اللهم أغننا كما أغنيت هذا الشيخ ، واعتزل السلطان فقيل له : لو تركت المناصب في عنفوان شبابك ، فقال :
كنت في سفرة البطالة والجهل زمانا فحان مني قدوم
تبت من كل مأثم فعسى يمحي بهذا الحديث ذاك القديم
بعد خمس وأربعين لقد ما طلت إلا أن الغريم كريم
وتوفي في رمضان بميافارقين عن ست وأربعين سنة ، وحمل إلى مشهد أمير المؤمنين علي عليه السلام فدفن هناك .
أخبرنا محمد بن ناصر ، أخبرنا عبد المحسن بن محمد قال : حدثني أبو منصور محمد بن علي الواسطي قال : حدثني الأمير منتخب الملل قال : كان ابن المغربي مختفيا بالقاهرة والسلطان يطلب دمه ، وكان بمصر صبي أمرد مما انتهى الحسن إليه في [ ص: 187 ] زمانه ، وكان يشتهي أن يراه ، فخبر أنه يسبح في الخليج ، فخرج وغرر بنفسه ، ونظر إليه فقال :
علمت منطق حاجيه والين عشر رأيته وعرفت آثار النعيم بقبلة من عارضيه
ها قد رضيت من الحياة بأسرها نظري إليه ولقد أراه في الخليج يشقه من جانبيه
والموج مثل السيف وهو فرنده في صفحتيه لا تشربوا من مائه أبدا ولا تردوا عليه
قد ذاب منه السحر من حركاته وحنيته مكانه في الموج قلبي بر شواقي إليه ]
3151 - محمد بن إسحاق ابن الطل ابن وائل ، أبو بكر الأزدي الأنباري :
سمع أحمد بن يعقوب القرنجلي .
أخبرنا القزاز أخبرنا الخطيب ، قال : حدثني الصوري أنه سمع منه بالأنبار في سنة ثماني عشرة وأربعمائة ، ومات في تلك السنة .
3152 - محمد بن الحسين بن إبراهيم بن محمد ، أبو بكر الوراق ويعرف بابن الخفاف :
حدث عن وغيره . أحمد بن جعفر القطيعي
أخبرنا القزاز ، أخبرنا [أبو بكر ] أحمد بن علي الحافظ ، أخبرنا محمد بن الحسين الخفاف ، عن جماعة كثيرة لا تعرف ذكر أنه كتب عنهم في السفر ، وكان غير ثقة لا شك أنه كان يركب الأحاديث ويضعها على من يرويها عنه ، ويختلق أسماء وأنسابا [ ص: 188 ] عجيبة ، وعندي عنه من تلك الأباطيل أشياء ، وكنت عرضت بعضها على هبة الله بن الحسن الطبري ، فخرق كتابي بها وجعل يعجب مني كيف أسمع منه .
توفي الخفاف في ذي الحجة من هذه السنة .
3153 - هبة الله بن الحسن بن منصور ، أبو القاسم الرازي طبري الأصل ويعرف باللكائي :
سمع عيسى بن علي بن عيسى الوزير ، ، وخلقا كثيرا . ودرس الفقه على مذهب والمخلص عند الشافعي ، وكان يفهم ويحفظ ، وصنف كتبا وأدركته المنية قبل أن ينتشر عنه شيء ، فتوفي أبي حامد الإسفراييني بالدينور في رمضان هذه السنة .
أخبرنا القزاز ، أخبرنا الخطيب ، قال : حدثني علي بن الحسين بن جداء العكبري ، قال : رأيت أبا القاسم الطبري في المنام فقلت له : ما فعل الله بك ؟ قال :
غفر لي ، قلت : بماذا ؟ فكأنه قال كلمة خفية بالسنة .
3154 - أبو القاسم بن القادر بالله
: توفي ليلة الأحد لليلة خلت من جمادى الآخرة ، وصلى عليه أخوه أبو جعفر ، ومشى الناس بين يدي جنازته من رأس الجسر إلى التربة بالرصافة ، وأعاد الصلاة عليه أبو محمد الحسن بن عيسى بن المقتدر ، وقطع ضرب الطبل في دار الخلافة أياما لأجل المصيبة ، ولحق الخليفة عليه من الحزن أمر عظيم .
3155 - أبو الحسن ابن طباطبا الشريف :
له شعر مليح ، ومنه أن رجلا كتب إليه ، فأجابه على ظهر رقعته فقال :
وقرأت الذي كتبت وما زال نجيي ومؤنسي وسميري
[ ص: 189 ] وغدا الفال بامتزاج السطور حاكما بامتزاجنا في الضمير
واقتران الكلام لفظا وخطا شاهد باقتران ود الصدور
وتبركت باجتماع الكلامين رجاء اجتماعنا في سرور
وتفاءلت بالظهور على الواشي فصارت إجابتي في الظهور