3136 - سابور بن أردشير :
وزر لبهاء الدولة أبي نصر بن عضد الدولة ثلاث مرات ، وكان كاتبا شديدا ، وابتاع دارا بين السورين في سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة ، وحمل إليها كتب العلم من كل فن ، وسماها دار العلم ، وكان فيها أكثر من عشرة آلاف مجلد ، ووقف عليها الوقوف ، وبقيت سبعين سنة وأحرقت عند مجيء في سنة خمسين وأربعمائة ، ووزر طغرلبك لشرف الدولة بن عضد الدولة ، وكان عفيفا عن الأموال ، كثير الخير سليم الباطن ، وكان إذا سمع الأذان ترك ما هو فيه من الأشغال وقام إلى الصلاة ، ولم يعبأ بشيء إلا أنه كان يكثر الولاية والعزل ، فولى بعض العمال عكبرا فقال له : أيها الوزير كيف ترى أستأجر السمارية مصعدا ومنحدرا فتبسم وقال : امض ساكنا .
وتوفي ببغداد هذه السنة وقد جاوز السبعين .
3137 - عثمان النيسابوري ، الخركوشي الواعظ سنة ست عشرة وأربعمائة :
كان يعظ الناس ، وله كتاب صنفه في الوعظ من أبرد الأشياء ، وفيه أحاديث كثيرة موضوعة ، وكلمات مرذولة لكنه قد كان فيه خير . دخل على في سنة ست وتسعين وثلاثمائة ، فوقف بين يديه وقال : أطال الله بقاء أمير المؤمنين حدثني فلان عن فلان عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "لكل إمام دعوة مستجابة" فإن رأى أمير المؤمنين أن يخصني في هذا اليوم بدعوة ، فقال له : بارك الله عليك وفيك . القادر
وكان له حشمة عظيمة ومحلته حمى يلجأ عليه وكان إذا رآه [ ص: 173 ] يقوم له ويستقبله إذا قصده ، فدخل عليه محمود بن سبكتكين محمود يوما وقال له : قد ضاق صدري كيف قد صرت تكدى ؟ فقال : كيف ؟ قال : بلغني أنك تأخذ أموال الضعفاء وهذا هو الكدية ، وكان محمود قد سقط على أهل نيسابور شيئا فكف عن ذلك . بنيسابور جرف فأخذ يغسل الموتى (ويواريهم فغسل عشرة آلاف . ووقع
3138 - محمد - بن الحسن بن صالحان أبو منصور :
وزر لشرف الدولة أبي الفوارس بن عضد الدولة ثم لأخيه وكان يحب الخير والعلماء ويميل إلى العدل ويفضل على الناس وإذا سمع الأذان ترك شغله ونهض لأداء الفرض وكان له مجلس نظر يحضر أهل العلم وكان يعطي العلماء والشعراء وتوفي بهاء الدولة ببغداد في رمضان هذه السنة عن ست وسبعين سنة . وكان أبو علي إسماعيل الموفق يخلف أبا منصور فأتاه بشر بن هارون النصراني فقال له : إني قد هجوت الوزير أبا منصور بأبيات فيها :
قالوا مضيت إلى الوزير فقلت بنظر أم الوزير يلقى الكرام نعم وأما
ذا فيلقى جوف بئر
ما تؤثر ، قال : مائة درهم وعشرة أقفزة حنطة ، فدخل على الوزير وقال له : قد أنعمت علي بما تقصر شكري عنه وقد حسدني [قوم ] على قربي منك ، وقالوا أبياتا على لساني فيك فأخاف أن تصدق ذلك إذا سمعته ، فقال : لا تخف فما الأبيات ؟ فأنشده إياه فضحك وخرج فكتب له أبو علي بالدراهم والحنطة على وكيله فدافعه ، فكتب إليه : [ ص: 174 ]
أيها السيد الكريم الجليل هل إلى نظرة إليك سبيل
فأناجيك باشتكاء وكيل ليس حسبي وليس نعم الوكيل
أصابه مرض حاد فتوفي لثمان بقين من ربيع الأول عن ثلاث وعشرين سنة وثلاثة أشهر وأربعة عشر يوما ، وكانت مدة إمارته خمس سنين وشهرا وخمسة وعشرين يوما . [ ص: 175 ]