2357 - أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد ، أبو بكر المقرئ :
ولد في ربيع الآخر سنة خمس وأربعين ومائتين ، وكان شيخ القراء في وقته والمقدم منهم على أهل عصره ، وحدث عن خلق كثير ، وروى عنه وغيره ، وكان ثقة مأمونا ، سكن الجانب الشرقي ، وكان الدارقطني يقول : ما بقي في عصرنا أحد أعلم بكتاب الله من ثعلب أبي بكر بن مجاهد .
[ ص: 358 ]
أخبرنا ، أخبرنا أبو منصور القزاز أبو بكر بن ثابت ، قال : أخبرنا أبو علي عبد الرحمن بن محمد بن فضالة ، قال : سمعت محمد بن عبد الله بن المطلب ، يقول : نفذت إلى لأقرأ عليه فتقدم رجل وافر اللحية كبير الهامة وابتدأ ليقرأ ، فقال : ترفق يا خليل ، سمعت ابن مجاهد محمد بن الجهم يقول : سمعت الفراء ، يقول : أدب النفس ثم أدب الدرس .
أخبرنا القزاز ، أخبرنا ابن ثابت ، قال : حدثني أبو الفضل محمد بن عبد العزيز بن المهدي ، قال : سمعت الحسين بن محمد بن خلف المقرئ ، يقول : سمعت أبا الفضل الزهري ، يقول : انتبه بي [في الليلة التي مات فيها أبو بكر بن مجاهد ، قال : يا بني ترى من مات الليلة ؟ ] فإني رأيت في منامي كأن قائلا يقول : قد مات الليل مقوم وحي الله منذ خمسين سنة ، فلما أصبحنا إذا ابن مجاهد قد مات .
أخبرنا القزاز ، قال : أخبرنا الخطيب ، قال : أخبرني محمد بن جعفر بن علان ، قال : أخبرنا عيسى بن محمد الطوماري ، قال : رأيت أبا بكر بن مجاهد في النوم كأنه يقرأ : فكأني أقول له يا سيدي أنت ميت وتقرأ ؟ وكأنه يقول لي : كنت أدعو في دبر كل صلاة وعند ختم القرآن أن يجعلني ممن يقرأ في قبره [فأنا ممن يقرأ في قبره ] .
توفي يوم الأربعاء وقت العصر ، وأخرج يوم الخميس لعشر بقين من شعبان هذه السنة ، ودفن في مقبرة باب البستان ، وخلف مالا صالحا . ابن مجاهد
2358 - أحمد بن بقي بن مخلد :
قاضي القضاة بالأندلس ، حدث ، وتوفي بها في هذه السنة .
[ ص: 359 ]
2359 - أحمد بن محمد بن موسى ، الفقيه الجرجاني :
روى عن وغيره ، وتوفي في هذه السنة . أبي حاتم الرازي
2360 - أحمد بن محمد بن موسى بن العباس ، أبو محمد :
كان معنيا بأمر الأخبار ، يطلب التواريخ ، وولي حسبة سوق الرقيق وسوق مصر ، وكتب عنه . توفي في محرم هذه السنة .
2361 - أحمد بن جعفر بن موسى بن يحيى بن خالد بن برمك ، أبو الحسن النديم المعروف بجحظة :
كان حسن الأدب ، كثير الرواية للأخبار متصرفا في فنون جمة من العلوم ، مليح الشعر حاضر النادرة ، صانعا في الغناء . وتوفي في هذه السنة [ورد تابوته من واسط ] .
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد ، أخبرنا أحمد بن علي ، أخبرنا علي بن المحسن ، حدثنا الحسين بن محمد بن سليمان الكاتب ، قال : حدثنا ، قال : أنشدت جحظة عبيد الله بن عبد الله بن طاهر بن الحسين قولي :
قد نادت الدنيا على نفسها لو كان في العالم من يسمع كم واثق بالعمر واريته
وجامع بددت ما يجمع
ذنبك إلى الزمان الكمال ] .
[ ص: 360 ]
قال ابن المحسن : وحدثنا الحسين بن محمد بن سليمان الكاتب ، قال : حدثنا أبو الحسن بن حنش الكاتب ، قال : قال لنا : صك لي بعض الملوك صكا ، فترددت إلى الجهبذ في قبضه ، فلما طالت علي مدافعته كتبت إليه : جحظة
إذا كانت صلاتكم رقاعا تخطط بالأنامل والأكف
ولم تجد الرقاع علي نفعا فها خطي خذوه بألف ألف
أبن لي كيف أمسيت وما كان من الحال
وكم سارت بك الناقة نحو المنزل الخالي
ماذا ترى في جدي وبرمة وبوارد
وقهوة ذات لون يحكي خدود الخرائد
ومسمع ليس يخطي من نسل يحيى بن خالد
إن المضيع لهذا نزر المروءة بارد
أخبرنا عبد الرحمن ، أخبرنا أحمد بن علي ، قال : حدثني الحسن بن أبي طالب ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عمران ، قال : أنشدنا جحظة :
قل للذين تحصنوا من راغب بمنازل من دونها حجاب
إن حال دون لقائكم بوابكم فالله ليس لبابه بواب
لنا صاحب من أبرع الناس في البخل وأفضلهم فيه وليس بذي فضل
دعاني كما يدعو الصديق صديقه فجئت كما يأتي إلى مثله مثلي
فلما جلسنا للغداء رأيته يرى إنما من بعض أعضائه أكلي
ويغتاظ أحيانا ويشتم عبده وأعلم أن الغيظ والشتم من أجلي
أمد يدي سرا لآكل لقمة فيلحظني شزرا فأعبث بالبقل
إلى أن جنت كفي لحيني جناية وذلك أن الجوع أعدمني عقلي
فأهوت يميني نحو رجل دجاجة فجرت كما جرت يدي رجلها رجلي
رحلتم فكم من أنة بعد حنة مبينة للناس حزني عليكم
وقد كنت أعتقت الجفون من البكا فقد ردها في الرق شوقي إليكم
وهو رضوان بن جالينوس ، وكان أحمد يلقب جالينوس ، سمع رضوان ، الحسن بن عرفة ، روى عنه وابن أبي الدنيا ، الدارقطني وابن شاهين ، والكتاني ، . وكان ثقة . توفي في هذه السنة . والمخلص
2363 - صالح بن محمد بن الفضل الأصبهاني :
حدث عن جماعة من العلماء من بلده وغيره ، وروى تاريخ ، وكان ثقة وتوفي في رجب هذه السنة . البخاري
2364 - عبد الله بن أحمد بن محمد بن المغلس ، أبو الحسن الفقيه الظاهري :
أخذ العلم عن أبي بكر بن داود صاحب المذهب ، ونشر علم داود في البلاد ، [ ص: 363 ] وصنف على مذهبه ، وحدث عن جده محمد بن المغلس ، وعن علي بن داود القنطري ، وأبي قلابة الرقاشي ، [في آخرين ] وكان ثقة فاضلا فهما . أصابته سكتة ، فتوفي في هذه السنة . 2365 - وعبد الله بن أحمد بن حنبل : عبد الله بن محمد بن زياد بن واصل بن ميمون ، أبو بكر الفقيه النيسابوري
مولى أبان بن عثمان بن عفان كان من أهل نيسابور ، ولد سنة ثمان وثلاثين ومائتين ، ورحل في طلب العلم إلى العراق والشام ومصر ، وسكن بغداد ، وحدث بها عن [ محمد بن ] يحيى الذهلي ، وخلق كثير . روى عنه وعباس الدوري ، دعلج وابن حيوية ، ، وابن المظفر ، والدارقطني وابن شاهين ، وغيرهم . واجتمع له العلم بالفقه والحديث ، وكان ثقة صالحا ، قال والمخلص : لم نر في مشايخنا أحفظ منه للأسانيد والمتون ، وكان أفقه المشايخ ، جالس الربيع والمزني . الدارقطني
أخبرنا ، قال : أخبرنا أبو منصور القزاز أبو بكر بن ثابت ، قال : أخبرنا ، حدثنا أبو سعد الماليني يوسف بن عمر بن مسرور ، قال : سمعت أبا بكر النيسابوري ، [يقول : ] أعرف من أقام أربعين سنة لم ينم الليل إلا جاثيا ، ويتقوت كل يوم بخمس حبات ، ويصلي صلاة الغداة على طهارة عشاء الآخرة ، ثم قال : أنا هو وهذا كله قبل أن أعرف أم عبد الرحمن ، أيش أقول لمن زوجني ؟ ثم قال في أثر هذا : ما أراد [الله ] إلا الخير .
أنبأنا ، عن ابن ناصر [أبي ] القاسم ابن السري ، عن ، [ ص: 364 ] قال : كنا نحضر في مجلس أبي عبد الله بن بطة أبي بكر النيسابوري لنسمع منه الزيادات ، وكان يحزر أن في المجلس ثلاثين ألف محبرة ، ومضى على هذا مدة يسيرة ، ثم حضرنا مجلس أبي بكر النجاد وكان يحزر أن في مجلسه عشرة آلاف محبرة ، فتعجب الناس من ذلك ، وقالوا : في هذه المدة ذهب ثلثا الناس .
توفي أبو بكر النيسابوري في ربيع الآخر من هذه السنة ، ودفن بباب الكوفة .
2366 – عبد الرحمن بن سعيد بن هارون ، أبو صالح الأصبهاني :
سكن بغداد وحدث بها عن روى عنه عباس الدوري ، الدارقطني وابن شاهين .
وكان ثقة وتوفي في جمادى الأولى من هذه السنة .
2367 - عثمان بن جعفر بن محمد بن حاتم ، أبو عمرو المعروف بابن اللبان الأحول :
سمع ، روى عنه عمر بن شبة ، وكان ثقة ، وتوفي في هذه السنة . الدارقطني
2368 - عفان بن سليمان بن أيوب ، أبو الحسن التاجر :
سكن مصر وشهد بها عند الحكام فقبلت شهادته ، وكان من أهل الخير والصلاح ، وله وقوف بمصر معروفة على أصحاب الحديث وعلى أولاد العشرة من الصحابة ، وكان تاجرا موسعا عليه . توفي بمصر في شعبان هذه السنة .
2369 - محمد بن الفضل بن عبد الله ، أبو ذر التميمي :
كان رئيس جرجان وله أفضال كثيرة ، وكانت داره مجمع العلماء رحل في طلب [ ص: 365 ] العلم ، وسمع الكثير ، وتفقه على مذهب . توفي في هذه السنة . الشافعي
2370 - هارون بن المقتدر بالله :
توفي في ربيع الأول واغتم عليه أخوه الراضي [بالله ] غما شديدا ، وتقدم بأن ينفي بختيشوع بن يحيى المتطبب من بغداد لأنه اتهمه في علاجه ، فأخرج إلى الأنبار ، ثم شفعت فيه والدة ، فعفا عنه وأمر برده . الراضي
[ ص: 366 ]