فمن الحوادث فيها :
أن الجند أحدقوا بدار الخلافة وضربوا خيمهم فيها وحولها وملكوها ، وطولب بأن يخرج فيصلي بالناس ليراه الناس معهم ، فخرج وصلى ، وقال في خطبته : اللهم إن هؤلاء الغلمان بطانتي وظهارتي فمن أراده بسوء فأرده ، ومن كادهم بكيد فكده . وقبض الغلمان على الوزير وسألوا الخليفة أن يستوزر غيره ، فرد الخيار إليهم ، وقالوا : الراضي علي بن عيسى ، فاستحضره وعرضت عليه الوزارة فأبى وأشار بأخيه أبي علي عبد الرحمن بن عيسى ، [فقلد الوزارة وخلع عليه .
واحترقت دار وحمل إلى دار ابن مقلة عبد الرحمن بن عيسى ] ، فضرب حتى صار جسمه كأنه الباذنجان . [وأخذ خطه بألف ألف دينار ، ثم عجز عبد الرحمن بن عيسى ] عن تمشية الأمور ، وضاق الحال فاستعفى ، فقبض عليه لسبع خلون من رجب ، فكانت وزارته خمسين يوما ، وقلد الوزارة أبو جعفر محمد بن القاسم الكرخي ، ثم عزل ، وقلد سليمان بن الحسن وكان هذا كله من عمل الأتراك والغلمان .
ومن العجائب : أن دار احترقت في مثل اليوم الذي أمر فيه بإحراق دار [ ص: 357 ] ابن مقلة سليمان بن الحسن بباب المحول [في ] مثل ذلك الشهر بينهما سنة ، وكتب على حيطان دار : ابن مقلة
أحسنت ظنك بالأيام إذ حسنت ولم تخف سوء ما يأتي به القدر وسالمتك الليالي فاغتررت بها
وعند صفو الليالي يحدث الكدر
ووقع حريق بعمان فاحترق من العبيد السود سوى البيض [اثنا عشر ألفا و ] أربعمائة حمل كافور .