ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
2061 - أحمد بن نصر بن إبراهيم ، أبو عمرو الحافظ ، المعروف بالخفاف:
سمع إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ، ومحمد بن رافع ، وأبا كريب ، وغيرهم ، [ ص: 125 ] وكان يذاكر بمائة ألف حديث ، وصام دائما نيفا وثلاثين سنة ، وتصدق بخمسة آلاف درهم ، توفي في شعبان هذه السنة .
أنبأنا أنبأنا زاهر بن طاهر ، أخبرنا أبو بكر البيهقي ، أبو عبد الله محمد بن عبد الله البيع ، قال: سمعت أبا حامد بن محمد المقرئ يقول: وقف سائل على أبي عمرو الخفاف فأمر له بدرهمين ، فقال الرجل: الحمد لله فقال لصاحبه: اجعلها خمسة فقال الرجل: اللهم لك الحمد ، فقال: اجعلها عشرة ، فلم يزل الرجل يحمد الله ويزيده أبو عمرو إلى أن بلغ مائة درهم ، فقال: جعل الله عليك واقية باقية ، فقال أبو عمرو: والله لو لم يرجع من الحمد إلى غيره لبلغت به عشرة آلاف درهم .
2062 - البهلول بن إسحاق بن البهلول بن حسان بن سنان ، أبو محمد التنوخي .
ولد سنة أربع ومائتين ، وسمع إسماعيل بن أبي أويس ، ومصعبا الزبيري ، وغيرهم ، روى عنه وسعيد بن منصور ، وجماعة أخر هم أبو بكر الشافعي ، أبو بكر الإسماعيلي الجرجاني ، وكان ثقة ضابطا لما يرويه ، [بليغا] مصقعا في خطبته .
وتوفي في هذه السنة .
2063 - جعفر بن محمد بن الأزهر ، أبو أحمد البزاز يعرف بالباوردي ، والطوسي:
روى عن جماعة ، حدث عنه النجاد وكان ثقة ، وتوفي في رجب هذه السنة . [ ص: 126 ] والشافعي ،
2064 - الحسين بن عبد الله بن أحمد ، أبو علي الخرقي :
والد عمر صاحب المختصر [في الفقه] على مذهب حدث عن جماعة وروى عنه أحمد [بن حنبل] أبو بكر الشافعي ، وابن الصواف ، وعبد العزيز بن جعفر ، وكان خليفة المروذي وتوفي في يوم الفطر من هذه السنة ، ودفن بباب حرب عند قبر [الإمام] أحمد بن حنبل .
2065 - شاه بن شجاع ، أبو الفوارس الكرماني:
كان من أولاد الملوك ، وصحب أبا تراب النخشبي وأبا عبيد الله البسري وغيرهما .
أخبرنا [محمد] بن ناصر قال: أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف ، أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي ، قال: قال الفارسي: سمعت أبا علي الأنصاري يقول: سمعت شاه بن شجاع يقول لأهل الفضل: فضل ما لم يروه فإذا راوه فلا فضل لهم .
قال السلمي: ورأيت بخط جدي إسماعيل بن نجيد ، قال شاه بن شجاع: من صحبك ووافقك على ما تحب ، وخالفك فيما تكره فإنما يصحب هواه . قال السلمي:
مات شاه قبل الثلاثمائة . [ ص: 127 ]
2066 - عباس بن عبد الله بن محمد بن فضال ، أبو جعفر الكوفي :
كتب العلم وعني بتصنيفه ، وتوفي بمصر في ربيع الأول من هذه السنة .
2067 - عباس بن المهتدي ، أبو الفضل الصوفي :
بغدادي دخل مصر ، وصحب بها أبا سعيد الخراز ، وكان كثير الأسفار على التوكل ، وكان من أقران الجنيد .
أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن حبيب [قال] : أنبأنا علي بن عبد الله بن أبي صادق أخبرنا حدثنا أبو عبد الله بن باكويه ، أبو العباس محمد بن الحسن الخشاب ، قال: حدثني محمد بن عبد الله الفرغاني ، قال: تزوج عباس بن المهتدي امرأة ، فلما كانت الليلة التي أراد أن يدخل بها وقعت عليه ندامة ، فدخل عليها وهو كاره ، فلما أراد أن يدنو منها زجر عنها فامتنع من وطئها ، وقام وخرج من عندها ، فلما كان بعد ثلاثة أيام ظهر للمرأة زوج .
2068 - عياش بن محمد بن عيسى الجوهري:
حدث عن أيوب بن يحيى المقابري ، وداود بن رشيد ، روى عنه وأحمد بن حنبل ، الطبراني ، وابن الجعابي ، والإسماعيلي . وكان ثقة .
توفي في جمادى الآخرة من هذه السنة .
2069 - فاطمة القهرمانة:
غضب عليها وأخذ ما عندها من المال ، وكان لها مال عظيم أعطت منه [ ص: 128 ] شخصين مائتي ألف دينار عينا غير الهدايا ، فمرضت وتوفيت في ذي القعدة من [هذه السنة] وقيل: بل ركبت في طيارها في آخر شعبان فغرقت تحت الجسر في يوم ريح عاصف وأخرجت بعد يومين . المقتدر ،
2070 - محمد بن إسماعيل ، أبو عبد الله المغربي :
وهو أستاذ إبراهيم الخواص ، حج على قدميه سبعا وتسعين حجة .
أنبأنا أبو بكر بن حبيب الصوفي [أخبرنا أبو سعيد بن أبي صادق ] أخبرنا قال: سمعت أبو عبد الله بن باكويه ، أبا بكر الجوزقاني ، يقول:
سمعت إبراهيم بن شيبان ، يقول: سمعت [أبا عبد الله] المغربي ، يقول:
ما رأيت ظلمة منذ سنين كثيرة . قال إبراهيم: [وذلك أنه كان يتقدمنا بالليل المظلم] ونحن نتبعه وهو حاف حاسر ، فكان إذا عثر أحدنا يقول له: يمينا وشمالا ، ونحن لا نرى [ما] بين أيدينا ، فإذا أصبحنا نظرنا إلى رجله كأنها رجل عروس خرجت من خدرها ، وكان يقعد لأصحابه ويتكلم عليهم ، فما رأيته انزعج إلا يوما واحدا كنا على الطور وهو قد استند إلى شجرة خرنوب ، وهو يتكلم علينا ، فقال في كلامه: لا ينال العبد مراده حتى ينفرد فردا بفرد فانزعج واضطرب ، فرأيت الصخور [ ص: 129 ] قد تدكدكت ، وبقي في ذلك ساعات ، فلما أفاق كأنه نشر من قبره . توفي في هذه السنة ، وقيل: سنة سبع وتسعين ، وأوصى أن يدفن إلى جانب أستاذه علي بن رزين ، وعاش كل واحد منهما عشرين ومائة سنة فهما على جبل الطور .
2071 - محمد بن أبي بكر أحمد بن أبي خيثمة ، زهير بن حرب ، أبو عبد الله :
نسائي الأصل ، كان فهما عارفا ، وحدث عن نصر بن علي الجهضمي ، وعمرو بن علي الصيرفي ، والحسين بن حريث المروزي ، وغيرهم .
أخبرنا قال أخبرنا [أبو منصور] القزاز ، عن أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت أبي عبد الله محمد بن الحسين الضميري ، قال: قال لي علي بن الحسن الرازي:
قال لنا أبو عبد الله محمد بن الحسين الزعفراني ، قال: كان لأبي بكر بن أبي خيثمة ابن حافظ استعان به أبو بكر في تصنيف كتاب التاريخ .
قال ابن ثابت: هو أبو عبد الله هذا ، قال: وقرأت في كتاب أبي الفتح عبيد الله بن أحمد النحوي ، سمعت القاضي ابن كامل يقول: أربعة كنت أحب بقاءهم أبو جعفر الطبري ، والبربري ، وأبو عبد الله بن أبي خيثمة ، والمعمري ، فما رأيت أفهم منهم [ ص: 130 ] ولا أحفظ . توفي محمد بن أبي بكر يوم الأربعاء لأربع بقين من ذي القعدة من هذه السنة .
2072 - محمد بن أحمد بن كيسان ، أبو الحسن النحوي:
أخبرنا عبد الرحمن القزاز ، قال: أنبأنا ، قال: أحمد بن علي [بن ثابت]
كان ابن كيسان أحد المذكورين بالعلم والموصوفين بالفهم ، وكان يحفظ مذهب البصريين والكوفيين معا في النحو ، لأنه أخذ عن المبرد ، وثعلب ، وكان أبو بكر بن مجاهد المقرئ يقول: أبو الحسن بن كيسان أنحى من الشيخين ، يعني ثعلبا والمبرد .
قال ابن ثابت وبلغني أنه مات في سنة تسع وتسعين ومائتين .
2073 - محمد بن السري بن سهل ، أبو بكر القنطري :
سمع وغيره ، وكان ثقة ، توفي في جمادى الأولى من هذه السنة . عثمان بن أبي شيبة
2074 - محمد بن يحيى أبو سعيد ، يعرف بحامل كفنه:
سكن دمشق ، وحدث بها عن أبي بكر ، ابني وعثمان أبي شيبة ، وعقبة بن مكرم العمي ، وإبراهيم بن سعيد الجوهري ، وسلمة بن شبيب ، وغيرهم ، روى عنه وأحمد بن منيع أبو بكر النقاش وغيره .
أخبرنا قال: أخبرنا أبو منصور القزاز ، قال: [ ص: 131 ] أبو بكر أحمد بن علي [بن ثابت]
بلغني أن المعروف بحامل كفنه توفي وغسل وكفن وصلي عليه ودفن ، فلما كان في الليل جاءه نباش ، فنبش عنه ، فلما حل أكفانه ليأخذها استوى قاعدا ، فخرج النباش هاربا منه فقام وحمل كفنه وخرج من القبر ، وجاء إلى منزله وأهله يبكون ، فدق الباب عليهم فقالوا: من أنت؟ قال: أنا فلان ، فقالوا له: يا هذا لا يحل لك [أن] تزيدنا على ما بنا ، فقال: يا قوم افتحوا فأنا والله فلان ، فعرفوا صوته ففتحوا وعاد حزنهم فرحا ، وسمي من يومئذ حامل كفنه .
ومثل هذا [جرى] لسعير بن الخمس الكوفي ، فإنه لما دلي في حفرته اضطرب فحلت عنه أكفانه فقام ورجع إلى منزله ، وولد [له] بعد ذلك ابنه مالك بن سعير .
توفي محمد بن يحيى في هذه السنة . [ ص: 132 ]