1551 - أحمد بن سعيد بن صخر بن سليمان ، أبو جعفر الدارمي:
ولد بسرخس ، وتولى القضاء بها ، ونشأ بنيسابور ، وبها مات . رحل في سماع الحديث ، فسمع خلقا كثيرا ، وكان ثقة حافظا متقنا ، عارفا بالحديث والفقه . روى عنه: البخاري في الصحيحين ، وقدم على ومسلم طاهر بن الحسين متعرضا لنائله فوصله بأربعة آلاف درهم .
1552 - إبراهيم بن سعيد ، أبو إسحاق الجوهري .
سمع سفيان بن عيينة ، وأبا معاوية الضرير ، وخلقا كثيرا . روى عنه: أبو حاتم الرازي ، والنسائي ، وغيرهم ، وكان مكثرا ثقة ثبتا صنف "المسند" . وابن أبي الدنيا ،
[ ص: 65 ]
وكان لأبيه دنيا واسعة ، وأفضال على العلماء ، فلذلك تمكن إبراهيم من السماع ، وقدر على الإكثار .
أخبرنا [قال:] أخبرنا أبو منصور القزاز [قال:] أخبرنا [أحمد بن علي بن ثابت] الخطيب [أبو] عبد الله أحمد بن محمد الكاتب [قال:] أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي [قال:] حدثنا محمد بن عبد الرحمن الدغولي [قال:] حدثنا عبد الله بن جعفر بن خاقان السلمي قال: سألت عن حديث إبراهيم بن سعيد الجوهري [رضي الله عنه] فقال لجاريته: أخرجي إلي الجزء الثالث والعشرين من "مسند لأبي بكر الصديق أبي بكر" . فقلت له: لا يصح لأبي بكر خمسون حديثا ، فمن أين ثلاثة وعشرون جزءا؟ فقال: كل حديث لم يكن عندي من مائة وجه فأنا فيه يتيم .
أخبرنا القزاز [قال: أخبرنا] الخطيب [قال:] أخبرنا أبو عمرو الحسن بن عثمان الواعظ [قال:] حدثنا جعفر بن محمد بن أحمد بن الحكم المؤدب ، حدثنا قال: سمعت جعفر بن محمد الفريابي إبراهيم الهروي يقول: حج سعيد الجوهري فحمل معه أربع مائة رجل من الزوار سوى حشمه يحج بهم! وكان منهم إسماعيل بن عياش ، وكنت أنا معهم في إمارة وهشيم بن بشير ، [هارون] الرشيد .
انتقل إبراهيم عن بغداد ، فسكن عين زربة مرابطا بها إلى أن توفي في هذه السنة .
[ ص: 66 ]
1553 - إسحاق بن حنبل بن هلال بن أسد بن يعقوب الشيباني
وهو عم ولد سنة إحدى وستين ومائة ، وسمع أبي عبد الله أحمد بن حنبل ، وروى [عنه] ابنه يزيد بن هارون ، حنبل ، وكان ثقة .
وتوفي في هذه السنة وله اثنتان وتسعون سنة .
1554 - سعيد بن بحر ، أبو عثمان ، وقيل: أبو عمر ، القراطيسي .
سمع حسينا الجعفي ، وأبا نعيم ، روى عنه: ابن صاعد ، وكان ثقة . توفي في رمضان هذه السنة . والمحاملي .
1555 - السري بن المغلس ، أبو الحسن السقطي .
صحب وحدث عن معروفا الكرخي ، هشيم ، وأبي بكر بن عياش ، وكان من العباد المجتهدين . ويزيد بن هارون ،
أخبرنا عبد الرحمن [بن محمد قال:] أخبرنا أحمد بن علي [قال] أخبرنا حدثنا ابن زريق ، عثمان بن أحمد ، حدثنا محمد بن إسماعيل بن عامر قال: سمعت حسنا المسوحي يقول: دفع إلي السري قطعة فقال: اشتر لي باقلاء [ولا تشتر إلا من] رجل قدره [ ص: 67 ] داخل الباب ، فطفت الكرخ كله ، فلم أجد إلا من قدره خارج الباب ، فرجعت إليه وقلت له: خذ قطعتك؛ فإني لا أجد إلا من قدره خارج الباب .
[أخبرنا عبد الرحمن قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت الخطيب . وحدثنا محمد بن عيسى بن عبد العزيز . وحدثنا علي بن الحسن الطفيلي قال سمعت الفرجاني يقول]: سمعت يقول: الجنيد السري السقطي ، أتت عليه ثمانية وتسعون سنة ما رئي مضطجعا إلا في علة الموت . ما رأيت أعبد من
أخبرنا القزاز [قال:] أخبرنا أخبرنا أحمد بن علي [الخطيب] أبو نعيم ، أخبرنا جعفر الخالدي في كتابه قال سمعت يقول: كنت يوما عند الجنيد السري بن المغلس وكنا خاليين وهو مؤتزر بمئزر ، فنظرت إلى جسده كأنه جسد سقيم دنف مضني ، كأجهد ما يكون ، فقال: انظر إلى جسدي هذا لو شئت أن أقول: إن ما بي من المحبة لكان كما أقول ، وكان وجهه أصفر ، ثم أشرب حمرة حتى تورد ، ثم اعتل فدخلت عليه أعوده ، فقلت له: كيف تجدك؟ فقال:
كيف أشكو إلى طبيبي ما بي والذي بي أصابني من طبيبي؟
فأخذت المروحة أروحه ، فقال: كيف يجد ريح المروحة من جوفه يحترق من داخل ، ثم أنشأ يقول:القلب محترق والدمع مستبق والكرب مجتمع والصبر مفترق
كيف القرار على من لا قرار له مما جناه الهوى والشوق والقلق
يا رب إن كان شيء فيه لي فرج فامنن علي به ما دام لي رمق
1556 - علي بن شعيب بن عدي بن همام ، أبو الحسن السمسار .
طوسي الأصل ، سمع هشيما ، وروى عنه وابن عيينة ، البغوي وكان ثقة ، توفي في شوال هذه السنة . وابن صاعد ،
1557 - محمد بن عبد الله بن طاهر بن الحسين بن مصعب ، أبو العباس الخزاعي .
ولي إمارة بغداد في أيام وأبوه أمير ، وجده أمير ، وكان مألفا لأهل العلم والأدب ، وقد أسند الحديث . المتوكل ،
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد [قال:] أخبرنا حدثنا [أحمد بن علي بن ثابت] الخطيب محمد بن علي بن مخلد ، أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران [قال:] حدثنا محمد بن يحيى [قال:] حدثنا محمد بن موسى قال: كان الحسن بن وهب عند محمد بن عبد الله بن طاهر فعرضت سحابة فرعدت وبرقت ومطرت ، فقال كل من حضر فيها شيئا ، فقال الحسن:
[ ص: 69 ]
هطلتنا السماء هطلا دراكا عارض المرزبان فيها السماكا
قلت للبرق إذ توقد فيها يا زناد السماء من أوراكا
أحبيب نأيته فجفاكا فهو العارض الذي استبكاكا
أم تشبهت بالأمير أبي العباس في جوده فلست هناكا
دمعة كاللؤلؤ الر ـطب على الخد الأسيل
هطلت في ساعة البيـ ـن من الطرف الكحيل
حين هم القمر الزا ـهر عنا بالأفول
إنما تفتضح العشا ـق في يوم الرحيل
ماذا تقولين فيمن شفه سقم من جهد حبك حتى صار حيرانا؟
إذا رأينا محبا قد أضر به جهد الصبابة أوليناه إحسانا
1558 - وصيف التركي .
كان أميرا كبيرا ، وخدم جماعة من الخلفاء ، وفي هذه السنة طلب الجند منه أرزاقهم ، فقال: ما عندنا مال . فقتلوه ، فجعل المعتز ما كان إليه إلى بغا الشرابي .
وقد روى هلال بن المحسن الصابئ: أن بعض مشايخ قم قال: ورد علينا وصيف التركي أميرا على بلدتنا ، فلقيناه ، فرأيناه عاقلا راجحا ، فسألنا عن أمر بلدتنا وأهله سؤال عالم به ، وسألنا عن شيوخ البلد ، إلى أن انتهى إلى ذكر رجل لم يكن مذكورا ، فلم يعرفه [منا] إلا رجل كان معنا ، ثم أتبع ذكره بتعظيم أمره ، وتعرف خبر ولده ، وحاله في معيشته ، وأطال في ذلك إطالة حتى استجهلناه فيها ، ثم قال: أحضرونيه إحضارا رفيقا ، فإني أكره أن أنفذ إليه فينزعج . فأحضرناه ، فلما وقعت عينه عليه قام إليه [ ص: 71 ] وأجلسه معه في دسته ، ثم أقبل يسأله عن زوجته وولده ، والشيخ يجيبه جواب دهش ، ثم قال له: أحسبك قد نسيتني وأنكرت معرفتي . قال: كيف أنكر الأمير مع جلالة قدره .
فقال: دع ذا ، أتعرفني جيدا؟ قال: لا . قال: أنا وصيف مملوكك . ثم التفت إلينا فقال: يا مشايخ ، أنا رجل من الديلم ، شببت وقت كذا وكذا ، وحملت إلى قزوين وسني نحو العشر سنين ، واشتراني هذا الشيخ ، وأسلمني مع ابنه في المكتب ، وأحسن تربيتي ، فإذا وقع في يدي شيء تركته عند فلان البقال في المحلة [يعرف بفلان] أهو باق؟ قالوا: نعم [قال:] فأحببت بعد بلوغي العمل [بحمل] السلاح ، فرآني بعض الجند فقال: هل لك أن تجيء معي إلى خراسان فأركبك الدواب وأعطيك السلاح؟ فقلت: أفعل على أن لا أكون لك مملوكا ، بل غلاما تابعا ، فإن رأيت منك ما أؤثر لم أفارقك ، وإن لم يكن ذلك فلا سلطان لك علي فقال: ذلك لك . فجئت إلى البقال فحاسبته ، وأخذت ما بقي لي عنده ، وابتعت ما أحتاج إليه وهربت من مولاي هذا مع الجندي إلى خراسان ، وتدرجت بي الأمور حتى بلغت إلى هذه المنزلة ، وأنا تحت رق مولاي هذا ، وأسألكم أن تسألوه أن يبيعني نفسي ، فقال الرجل: الأمير حر لوجه الله ، وأنا عبده ومتحمل بولائه ومفتخر به . فقال وصيف: يا غلام ، هات ثلاث بدر . فأحضرت فسلمها إلى الشيخ ، ثم استدعى له من الطيب والثياب والدواب مثل [ ص: 72 ] قدر المال ، وطلب ابنه فأكرمه ، وأعطاه عشرة آلاف درهم وثيابا ودوابا ، واستدعى البقال فوهب له خمس مائة دينار ، ثم بعث إلى زوجة الشيخ وبناته مالا ، وقال له: انبسط في سلطاننا انبساط من صاحبه مولاك ، فإني لا أردك عن مطلب تطلبه ، ولا أعترض عليك في شيء تعمله ، ثم قال: يا مشايخ قم ، أنتم شيوخي ما على الأرض أوجب حقا علي منكم إلا أني أخالفكم في الرفض فإني درت الآفاق ، وعرفت المذاهب ، فما وجدت على اعتقادكم أحد ، ومن المحال وقوع الإجماع على ضلال ، وانفرادكم من بين الناس بالحق . وصار الشيخ وابنه رئيسي البلدة .
1559 - هارون بن سعيد بن الهيثم ، أبو جعفر
مولى لبني سعد بن بكر ، ولد سنة سبعين ومائة ، وحدث عن ابن عيينة ، وابن وهب ، وكان ثقة ، وعلت سنه فضعف ، فلزم بيته ، وتوفي في ربيع الأول من هذه السنة .
[ ص: 73 ]